إيران على الجبهات من العراق إلى سوريا قاسم سليماني يُشرف على عملية تكريت

على كل الجبهات الساخنة من الجنوب السوري الى وسط العراق، بدا ان ايران تضطلع بدور رئيسي في المعارك الدائرة. ونقلت وكالة "فارس" الايرانية شبه الرسمية عن مصادر مطلعة ان "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني وصل الى تكريت السبت لتقديم الاستشارات للقادة العراقيين" الذين يقاتلون تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). وقالت انه "لدى وصوله الى تكريت استقبل سليماني قادة الجيش والحشد الشعبي والمقاتلون العراقيون". واضافت ان سليماني "شارك استشارياً في الكثير من عمليات تحرير المدن والمناطق المهمة في العراق ومنها تحرير جرف النصر (جرف الصخر سابقا)".


وكانت القوات العراقية يدعمها "الحشد الشعبي" وابناء العشائر مع غطاء جوي بدأت هجوماً واسعاً لاستعادة مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين من ايدي "داعش" في خطوة اولى لاستعادة كامل المحافظة. 
وتتقدم القوات نحو تكريت الواقعة على ضفاف نهر دجلة، جنوبا من سامراء، وشمالا من قاعدة سبايكر وجامعة تكريت، وشرقا من محافظة ديالى التي كان العراق اعلن الشهر الماضي "تطهيرها" من الجهاديين. وتتم العملية بغطاء ناري مكثف من المدفعية الثقيلة وطيران الجيش. ولم يتضح ما اذا كان طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شارك في الغارات.
وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة له امام مجلس النواب العراقي من أن المعركة مع تنظيم "داعش " ليس فيها حياد . وقال ان "من يكون محايدا يقف في الصف الآخر، انها معركة فاصلة، يجب أن نتحد مع شعبنا ونحقق طموحاته في الأمن والأمان ونتوحد بالقضاء على داعش".
ولفت الى ان قوات الحشد الشعبي تشمل أبناء محافظة صلاح الدين والمحافظات الأخرى، ولا ينبغي لأحد ان يسيء اليهم ويشكك فيهم أو يتهمهم". وافاد"اننا نتهيأ لعملية كبرى في محافظة الانبار لتحريرها من داعش، وهناك تنسيق وانسجام عال بين ابناء المناطق والحشد الشعبي والقوات الأمنية".
وفي تزامن مع بدء العملية في تكريت، نشر التنظيم المتطرف شريطا لإعدام اربعة من ابناء عشائر سنية في محافظة صلاح الدين، باطلاق رصاصة في رأس كل منهم، بتهمة التواصل مع مسؤولين امنيين للتعاون ضده. كما نشر التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا من تكريت والعلم تظهر نقاط تفتيش مسلحة تابعة له. كما نشر صورا لمواجهات مع "الجيش الرافضي"، تظهر جهاديين يطلقون النار من رشاشات وقاذفات صاروخية.
وحاولت القوات العراقية مرارا استعادة تكريت على مسافة 160 كيلومتراً شمال بغداد.


الجبهة السورية
وعلى الجانب السوري من الحدود، قال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات السورية النظامية و"وحدات حماية الشعب" الكردية، شنت هجمات على جبهات منفصلة على التنظيم في محافظة الحسكة .
وحصل ذلك وقت توجهت بعثة من الامم المتحدة الى مدينة حلب، في اطار المساعي لتطبيق خطة المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميستورا القاضية بتجميد القتال في المدينة، والتي رفضتها المعارضة.
في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري سوري معارض لوكالة "آكي" الايطالية للأنباء وجود أكثر من 600 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني يقاتلون حالياً في منطقة جنوب غرب سوريا وحدها، وشدد على أن المشاركة العسكرية الإيرانية في سوريا لم تعد مقتصرة على الضباط والمشرفين والمخططين العسكريين. وقال: "لقد بدأت إيران منذ حين تُرسل مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني، وهناك في درعا والقنيطرة وحدها 600 مقاتل على الأقل، جميعهم من الحرس الثوري، مدججين بكميات كبيرة من الأسلحة، ولم تعد المشاركة الإيرانية مقتصرة على الضباط والمخططين العسكريين، بل بدأ الحرس الثوري الإيراني يتدفق إلى سوريا بكثافة".
وأضاف: "في معارك جنوب سوريا (القنيطرة ودرعا) هناك أيضاً مشاركة لنحو ألفي مقاتل من حزب الله اللبناني، وبضعة آلاف من مقاتلي الفرقة الرابعة وعدد مقارب لهم من قوات الجيش السوري النظامي، ولديهم كمية كبيرة جداً من الأسلحة التي تدفقت ولا تزال تتدفق اليهم على مدار الساعة".
و"حشد النظام وحزب الله والإيرانيون قوة عسكرية كبيرة لمعارك جنوب سوريا، وقررت إيران أنه من الممكن استخدام كل طاقاتها العسكرية والبشرية المقاتلة من أجل تحقيق هذا الهدف، وأفهم مسؤولون إيرانيون أن الحرس الثوري يتكون من نحو مليوني مقاتل، لن يؤثر على إيران إرسال عشرات الآلاف منهم إلى سوريا".