أهالي بلدة حمّانا في تحرّك اليوم ضدّ أعمال سدّ القيسماني

باسكال عازار

لا كلل أو تعب في مسيرة أهالي بلدة حمانا الرافضة بشدّة لأعمال سدّ القيسماني، فالموقف حاسم ويجهد الجميع في البلدة لانتزاع قرار نهائي من الدولة بوقف الأعمال. تحرّكات الأهالي السلميّة ونشاطاتهم مستمرّة، وما لقاء اليوم الذي تعقده البلدية على رغم برودة الطقس، سوى تأكيد على عزمهم بالاستمرار والوقوف بوجه الأعمال.


عضو بلدية حمانا جان أبي يونسأعاد التذكير عبر "النهار" بالأسباب التي تدفع الأهالي إلى رفض أعمال السدّ بشكل قاطع "فالتقارير العلميّة كلها أثبتت أن موقع بناء السدّ غير مناسب، إذ يقوم على منطقة تقع فوق فيلق للزلازل، إضافة إلى أن طبيعة الأرض تمتص المياه وتالياً لن يكون هناك من إمكان للتخزين. إلى ذلك فإن تحويل هذه الأرض إلى موقع غير قابللامتصاص المياه سوف يتطلّب كلفة كبيرة، والأنسب في هذه الحالة هو إعادة بناء السد في المنطقة التي كانت مخصّصة لبنائه سابقاًوخصوصاًأن أرضها لا تمتص المياه وبالتالي يمكن تخزينها". وأضاف: "أصبحت كلفة الاستملاكات 8 ملايين دولار أميركي وهذا إهدار كبير للمال العام في الوقت الذي يمكننا توفير المياه بكلفة أقل من ذلك وسبق أن طرحنا عليهم الحلول".


ولفت إلى أن البلدة "لا تزال في انتظار قرار مجلس شورى الدولة، وأذكّر أننا كنا قد حصلنا على قرار بوقف تنفيذ الأعمال، لكن بالصدفة وفي اليوم الأول من العطلة القضائيّة تم تعيين قاض بديل بدلاًمن القاضي الأصيل فسمح باستئناف الأعمال، فتقدمنا بشكوى جديدة لوقفها وحتى اليوم ما من جواب". لذلك اتجه أهالي البلدة إلى التحرك السلمي "أطلقنا خليّة سوف تتحرك في كل الإتجاهات لوقف ما يحصل، فلن نسمح باستمرار الأعمال بطريقة مخالفة ومضرة بسلامتنا وحقوقنا".


وتعقد بلدية حمانا اليوم لقاء عند الثالثة بعد الظهر في مركز البلديّة، وأوضح أبي يونس أنه "سيكون لقاء توجيهيّاً نطلع فيه الأهالي على آخر التطورات والتحركات المرتقبة. وسيشارك معنا أشخاص من ذوي الاختصاص في القضاء والهندسة، وقد شارك هؤلاء معنا في تصوير فيلم يتحدث علميّا وبالتفصيل عن أزمة حمانا وأعمال السدّ. سنعرض الفيلم خلال اللقاء ونتلو بعد ذلك البيان الخاص باللقاء، كما سنحمل هذا الفيلم معنا في زيارات سنقوم بها إلى كل الوزاراة والمعنيين بملف السد،فضلاً عن المجتمع المدني والبلديات المحيطة بنا". وتابع "نريد إطلاع البلديات على أننا مستعدون لتوفير الكمية التي يحتاجون إليها من المياه. فوفقاً لدراسة أجريت أخيراًمن مركز الليطاني،ثمّة إهدار نحو5 ملايين متر مكعب من المياه تذهب في النهر يمكن وضع محطّات توصل هذه المياه إلى كل بلدة من البلديّات المقترح أن يغذيها سد القيسماني. فالسد يسرق المياه الجوفية، بينما يمكننا الإفادة من المياه المهدورة بدل تلويث المياه الجوفيّة".


pascale.azar@annahar.com.lb
Twitter: @azarpascale