وكأنه لا يكفينا الحرائق وآثارها... "الصندل" آفة خطيرة تحل على احراشنا

بانت أعشاش الصندل بأعداد كبيرة، في كل مكان "على مدّ العين والنظر"، وهي المرة الاولى التي تتكدّس فيها على الأغصان بهذه الكمية، حتى بات الصنوبر وكأنه في زينة عيد الميلاد، الأمر الذي سيشكّل كارثة بيئية بحسب تصنيف الخبراء في هذا المجال.
من زغرتا الى اهدن، ومن اهدن نزولاً الى الكوره، وفي البترون وأينما وجد الصنوبر البري او البروثي في الشمال، تتغلغل الاعشاش في الاشجار، وكأن ما لا نخسره بالحرائق، سنخسره بسبب تلك الحشرات الضارة المُدمّرة. هذه المشكلة الكبيرة كما قال احد الناشطين البيئيين، تتخطى المجال البيئي لتطال أيضًا المجال السياحي، "فلن يتمتّع السواح بالتجوال في غابة صنوبر مُجرّدة من أوراقها، كما لن يُعجَبوا بفكرة تواجد "دودة الصندل" بكثرة من حولهم، ما قد يعرضهم لخطر الحساسية"، فمادة التوكسين المتواجدة على وبر هذه الحشرة يمكن أن تتسبّب بحكّة شديدة أو بالتهاب عند احتكاكها بالبشرة.
واستغرب الخبراء البيئيون "غياب المعالجة الرسمية من قبل وزارة الزراعة، خصوصا ان غزو الصندل يتكرّر كل عام وهو يغزو أشجار الصنوبر في جميع المناطق اللبنانية، وبالتالي كان يُفترض أن تتمّ معالجته بشكل دوري وأن تتم عمليات رش المبيدات الزراعية بواسطة الطائرات، أو توزيع الأدوية اللازمة على الأهالي والمزارعين الذين يُبدون استعدادًا كبيرًا لرش الأشجار القريبة من منازلهم، والتي تسبّبت بكثير من الأضرار الصحية والبيئية".
ولفتوا الى ان "برودة الطقس لم تساهم هذا العام في القضاء على أعشاش الصندل التي تعيش بين أغصان الصنوبر، والمشكلة ان هذه الأشجار تنتشر بكثافة بين المنازل. لذلك ناشدوا وزارة الزراعة وقيادة الجيش المبادرة الى رش المبيدات الزراعية في أقرب فرصة ممكنة، وإلا فان الكارثة حاصلة لا محالة، وأشجار الصنوبر ستلحق غيرها من الأشجار الحرجية التي جرى التعدّي عليها وتم اعدامها دون حسيب أو رقيب".
اعراض الحساسية بدأت بالظهور على الاطفال الذين تجاور بيوتهم الغابات او اشجار صنوبر بقربها. وتشكو السيدة اسماء "من تعرّض ابنها لطفرة جلدية وحكاك ما كان يشعر بهما قبلاً... واليوم بتنا نخشى من الصندل لأن المنظر مرعب والكميات كبيرة، فماذا سيحل بنا في الربيع اذا لم يتم تدارك المأساة منذ الآن؟"
البلديات واتحادات البلديات لم تبادر حتى الساعة، ولم تقم أقله بثقب الاكواز ليدخل البرد اليها فتموت الحشرة قبل أن تنمو، أو قطع الأغصان المتضرّرة في كانون الثاني أو شباط. وكذلك وزارة الزراعة التي تتولّى عادة مسؤولية توزيع المبيدات أو توفيرها للبلديات المحلية أو رشّ الأشجار بواسطة الطوافات. بيد أنه لا شيء ملموسًا حتى الآن.
فهل يتوجّب على الناس الشروع في البكاء والنحيب؟ أم التظاهر وحرق الدواليب؟