هل يُترك لاجئو عكار من دون مأوى؟

ميشال حلاق

تسود حال من البلبلة والقلق لدى العديد من العائلات السورية اللاجئة كما لدى المجتمعات المحلية في محافظة عكار، حيث تتواجد العديد من تجمعات ايواء اللاجئين السوريين الذين تنامت اليهم معطيات واحاديث عن ان مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الشريكة معها في العمل الاغاثي تقوم بابلاغ هذه العائلات بالتتابع كما المالكين لأماكن هذه التجمعات، انها بصدد انهاء عقود الايجارت المبرمة في مهلة تنتهي في شهر حزيران المقبل، وأن على المالكين ترتيب امورهم مع العائلات السورية المقيمة لديهم.
وفُسِّر هذا الامر على انه انعكاس للازمة المالية التي تعيشها المفوضية نتيجة عدم توفّر الاموال اللازمة للنهوض بالاعباء التي تسبّبت بها أعداد اللاجئين السوريين الكبيرة الذين توافدوا الى لبنان منذ بدء الازمة السورية.
وثمة سؤال يطرح: هل ان هذا القرار ستتبعه قرارات اخرى لجهة تقليص المساعدات الاغاثية؟ وإلى أين ستلجا هذه العائلات في حال لم يُتَدبَّر الامر قبيل حزيران المقبل خاصة اذا رفض اصحاب هذه الابنية والتجمعات السكنية بقاءهم فيها.
مسؤول العلاقات الخارجية لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشمال خالد كبارة اوضح انه، وضمن خطة تدريجية تمتد على مدى الأشهر الأربعة القادمة (حتى نهاية شهر يونيو عام 2015)، ستقوم المفوضية بالتركيز على إيجاد حلول أكثر فعالية لأماكن إقامة اللاجئين من حيث التكلفة، وذلك من خلال الاستمرار في دعم ومساعدة اللاجئين على إيجاد خيارات بديلة للمأوى بعيداً عن مراكز الإقامة الجماعية في عكار.
وعليه، قامت الممفوضية بإبلاغ مالكي عقارات مراكز الإقامة الجماعية عن هذه الخطوة عملاً بالمهلة القانونية التي ينصّ عليها عقد الإيجار – عقد إيجار المراكز الجماعية – على أن تستكمل التواصل والتنسيق معهم لجهة تنفيذ الخطة، كما ستواصل المفوضية العمل بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية المعنية (محافظ، رؤساء بلديات) لتسهيل تنفيذ الخطة، خصوصا لجهة تحديد الخيارات البديلة المتاحة للاجئين وإعلام اللاجئين عنها.
وأشار كبارة الى أن المفوضية وشركائها يقومون بمقابلة العائلات التي تسكن في المراكز الجماعية للحصول على المعلومات اللازمة وتقديم البدائل المتاحة، وذلك بالتنسيق مع شركائها والبلديات المعنية لتوفير أفضل الحلول والبدائل الممكنة وفق الامكانيات الممكنة ايضا.
ولفت الى إن مراكز الإقامة الجماعية تعتبر خطوة طارئة قدمتها المفوضية كحل سريع وفعال لإيواء اللاجئين، لذلك تقوم المفوضية اليوم بالتركيز على إيجاد بدائل لهذه المراكز كالوحدات السكنية الصغيرة على سبيل المثال.
ويشار الى انه في محافظة عكار هناك 15 مأوى جماعياً منها 9 مآوي في بلدة خربة داود:
- 4 منها كانت عبارة عن مزارع لتربية الدجاج تم تأهيلها وتجهيزها من قبل منظمة المجلس الدانماركي للاجئين وتسكن فيها 169 عائلة سورية.
- 5 ابنية سكنية ساهمت بتجيزها منظمة كونسرن الدولية وتؤوي 120 عائلة سورية.
كما ان هناك مآوى جماعية في خراج بلدات منيارة ووادي الجاموس وكوشا وتؤوي بمجملها 60 عائلة سورية.
اما في بلدات الرامة ( وادي خالد) والمونسة وأكروم (في جبل اكروم) ففيها مآوى تؤوي بمجملها 41 عائلة. ليصبح عدد العائلات السورية المستهدفة من هذا الاجراء في عكار 390 عائلة.