الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أنا في سن الأربعين وما زلت عذراء!

المصدر: "النهار"
أنا في سن الأربعين وما زلت عذراء!
أنا في سن الأربعين وما زلت عذراء!
A+ A-

أن تتخطى سيدة الاربعين من العمر من دون زواج لم يعد أمراً مستغرباً بخاصة في ظل العوامل الاقتصادية الخانقة وارتفاع نسبة النساء المتعلمات ودخولهن مجال العمل. الا ان حفاظها على عذريتها مع تقدمها في العمر قد تنقسم الآراء حوله بين مؤيد ومعارض ولأسباب عدة: اجتماعية، دينية، ثقافية.
"ربما يعتبرني أصدقائي متخلفة ومن العصر الحجري لكننا في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد، لذا، لم ولن أقيم أي علاقة جنسية مع رجل قبل الزواج بالرغم من بلوغي سنّ الأربعين "، تقول سمر لـ "النهار"، ورأت أن "العمر لا علاقة له بهذا الموضوع، فهناك نساء بلغن الاربعين والخمسين من العمر وما زلن عذارى".


وعن المخاوف التي تنتابها من إقامة أول علاقة جنسية لها لاحقا، قالت إن بعض الأفكار التي تراودها ترعبها كتعرضها لمشاكل صحية او نزيف، وخصوصاً انها تخجل من مناقشة هكذا موضوع مع أهلها وصديقاتها. وشدّدت سمر على رفضها إقامة علاقة جنسية قبل الزواج لانها ستكون نوعاً من المخاطرة، مضيفة "أخاف ان أسلم نفسي لشاب ويرفض الارتباط بي لاحقاً، أو ان أغرم بشاب آخر وينفصل عني اذا علم انني فقدت عذريتي مع رجل آخر، ناهيك بأهلي فقد يتسبب هذا الامر بقتلي أو بتعرضهم لسكتة قلبية".


واعتبرت أن "نظرة المجتمع لحالتي لا تعنيني، لا أكترث إن صدق أو لم يصدق بأنني ما زلت عذراء، فبعض أصدقائي الرجال لم يقيموا اي علاقة جنسية حتى الآن على الرغم من تقدمهم بالسن، وهذا الأمر مستغرب أكثر من حالتي".
"أرغب كثيرا في الزواج والانجاب وخصوصاً ان تقدمي بالعمر أدّى الى تغيرات في جسدي، لكن هذا الأمر يجعلني أتمهّل في اختياري للرجل الذي سأرتبط به، لا أنكر طبعاً ان متطلباتي أصبحت أقل، فأنا أدرك تماماً أنني لم أعد شابة في العشرين من العمر"، تلفت سمر.


وفي اتصال مع " النهار" للاطلاع على رأي علم النفس في هذا الموضوع، أشارت الاختصاصية في علم النفس د. زينة زيربة إلى أن عوامل عدة تمنع السيدة المتقدمة في العمر من إقامة علاقة جنسية قبل الزواج الى جانب العامل النفسي منها: البيئة والعقبات الثقافية والاجتماعية والدينية التي تؤثر في اتخاذ هكذا قرار.
ومن ناحية الصحة النفسية، قالت زيربة ان "الشق الجنسي في حياة الانسان هو تكوين للانشراح الذاتي، والحياة الجنسية تولد معه وتنمو بطريقة تصاعدية حتى يصل الى سن البلوغ والمراهقة الى ان يصبح مع الوقت جاهزاً لاقامة علاقة جنسية".
وأشارت إلى أن "الحياة الجنسية تتخذ أشكالاً عدة من ضمنها ممارسة العادة الشهرية، والمهم تقبل الانسان لهويته الانثوية او الذكورية اي الهيكلية الجنسية، اضافة الى تقبل الجسد الجنسي. فهناك حالات في مجتمعنا وصلت الى سن الزواج ولم تتعرف بعد إلى جسدها متنتظرة من الشريك ان يعرفها عليه، وهنا تكمن أهمية التوعية الجنسية، فإقامة علاقة جنسية تمر بمراحل عدة منها النمو الجسدي والنفسي والجنسي معاً".
"جميع الأديان تحرم الجنس قبل الزواج، وقد يمتنع البعض عن إقامة علاقة جنسية لاسباب عدة منها: التربية الصارمة التي تقيد الحرية في هذا الموضوع وتمنع الانسان من التعرف إلى جسده ورغباته الجنسية حيث تكون وطأة المحرمات أقوى من الحرية "، لكن في المقابل هناك أشخاص، نساء ورجال، يصغون لرغباتهم الجنسية إذ كل حالة تختلف عن الأخرى، وذلك بحسب البيئة التي ترعرعوا فيها، بحسب زيربة.
وعن العامل الاجتماعي المتعلق بهذا الموضوع، أشار الدكتور نزار أبو جودة الاختصاصي بعلم الاجتماع "ان المجتمع يحدد أدوار الأفراد، وفي مجتمعنا الذكوري والشرقي يحدد دور الفتاة المستقبلي بالزواج والامومة، ولا تزال فكرة إقامة علاقة جنسية من دون زواج غير مقبولة. الاّ ان الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي للمرأة في عصرنا هذا، عصر التكنولوجيا والعولمة، أدّى الى تغيير نظرة المجتمع حيث تحرّرت من بعض القواعد المفروضة عليها، ولم يعد الزواج والعذرية من أولياتها، كما تحولت من تابعة للمجتمع المحيط بها الى انسانة مستقلة".
وأضاف أبو جودة "ان القيم لم تتغير في مجتمعنا، ففكرة فقدان العذرية لا تزال غير مقبولة، الا ان القواعد السلوكية تغيّرت، كذلك النظرة الى العذرية في ظل التغير في المجتمع والتطور والحداثة، بخاصة في المدن حيث مستوى حرية الفرد يكون أعلى بعيداً من عوامل الضبط المحيطة به كالعائلة والعشيرة، والطائفة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم