إعادة التفكير بالعلاقة الجنسية العابرة أمرٌ طبيعي

يعود العديد من الأشخاص إلى الوراء في ما يتعلّق بتجاربهم الجنسية، ويتمنَّون لو تصرّفوا جنسياً بشكلٍ مغاير. فإعادة التفكير بالعلاقة الجنسية العابرة أمرٌ طبيعي، وِفق موقع Psychology Today، والأسباب التي تدفع المرء إلى التفكير بماضيه الجنسي تكشف الكثير من الأمور عن شخصيته.


فالعلاقة الجنسية العابرة تكون فكرةً مثيرة ومناسبة، خصوصاً عند البالغ حديثاً، أي الشخص اليافع في المرحلة الأولى من عشرينياته. ولكن مع مرور الوقت، يعتبرها البعض حدثاً بشعاً في ماضيهم، معتبرين أنهم أخطأوا في التصرف، مع العلم أنهم وجدوا الفكرة صحيحة واستمتعوا بتجربتهم الجنسية حينها.


 


 


يشرح Psychology Today أن التفكير مجدّداً بتجربة جنسية سابقة ينتج من أسباب عديدة: قضى الجنس على علاقة رومنسية، أو لم يكُن تجربة ممتعة فعلاً، أو جعلَ الشخص يشعر بأنه قذِر أو عديم الأخلاق. فما يقارب نصف النساء وربع الرجال الذين مارسوا الجنس العَرَضي أو دخلوا في علاقة جنسية عابرة، عبّروا عن ندمهم على تجربتهم الجنسية الأخيرة من هذا النوع، ينقل الموقع نفسُه عن مجلة Archives of Sexual Behavior في عددها الأخير، وهي أشارت أيضاً إلى أن بعض من يمتنعون عن فرصة جنسية متاحة أمامهم، أيضاً يندمون لعدم استغلالها.


يعتبر المعالجون النفسيون أن تأمل الإنسان بتجاربه الجنسية العَرَضية يحصل، في قسمٍ منه، جرّاء ميوله الأصلية بإنتاج سلالة سليمة له. العبء هو أثقل على النساء، وفُرَصُهنّ أقل من الرجال (بما أنهنّ يحملن لتسعة أشهر)، ما يحتّم عليهنّ التمهل في اختيار الشريك الجنسي. الرجال، من ناحية أخرى، يتمتعون بحرية جنسية أكثر.


تدعم مجموعةُ الدراسات التي أجرَتها Archives of Sexual Behavior هذه النظرية، فالنساء يعبّرن عن ندمهنّ على علاقات جنسية قمن بها، فيما يندم الرجال على العلاقات الجنسية التي لم يشاركوا فيها. فسألت المعالِجة النفسية مارتي هاسيلتون من جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلس، وإحدى المشرفات على الدراسات: "لماذا عليك أن تقلق بشأن أمور قمتَ أو لم تقُم بها؟"، وتوضح أن "رؤيتنا هي أن بإمكان هذا التفكير أن يساعدك على الامتناع عن القيام بالخطأ نفسِه مرّتَين". وِفقاً لذلك، الندم الأكثر شيوعاً عند النساء هو فقدانهنّ العذرية مع "الشخص الخطأ". وغالبية الرجال يتمنون لو كانوا مقدامين أكثر جنسياً.


هذا لا يعني أن النساء خجولات بطبيعتهنّ، أو أن الرجال "آلات" جنس، لكن الدراسات، التي نقلَتها مجلة Archives of Sexual Behavior، تُصوّر اتجاه أفكار الجنسَين عن التجارب الجنسية العابرة في الماضي، فمن الطبيعي أن يكون هناك حالات شاذة عن القاعدة. إذ أكدت الدراسة التي نشرَتها مجلة Journal of Sex Research أنه مهما كان جنس الشخص، يكون طلاب الجامعات المشاركون في علاقات جنسية مع أشخاص غرباء أو يعرفونهم بالحد الأدنى، عرضة أكثر للإصابة بالقلق والاكتئاب.


وتطرقت جامعة القديسة مريم في ولاية نوفا سكوشا الكندية أيضاً إلى مسألة الندم الجنسي، فوجدت أن 70% من طلاب الجامعات الذين أكدوا مشاركتهم في اتصال جنسي عابِر، عبّروا عن ندمهم على الأمر. وفي أكثر من نصف الحالات، كانت الكحول عنصراً مؤدياً للعلاقة الجنسية العابرة، فحذّرت الجامعة من استهلاك ما تبيعه إليهم هوليوود (إن هذه التجارب ستكون ذروة مرحلة شبابهم).


بالعودة إلى ما نقله موقع Psychology Today عن مجلة Archives of Sexual Behavior، تفاوتت نسبة الندم الجنسي بين الجنسَين وأتت على الشكل التالي:


55% من الرجال ندموا على عدم تعبيرهم عن انجذابهم الجنسي للشخص الآخر،


48% من الرجال ندموا على قلة مغامراتهم الجنسية في شبابهم،


43% من النساء ندمن على "المضيّ بسرعة" في علاقة جنسية أو على ممارسة الجِنس كثيراً،


41% من النساء ندمن على فقدانهنّ العذرية مع الشخص الخطأ.