تانيا صالح: نجاحي نوعيةُ الجمهور لا عددُه الفنان الحقيقي لا ييأس ونحن نفتقد الحب

فاطمة عبدالله

ليت اللقاء مع الفنانة تانيا صالح جرى في بيت مري، حيث منزلها الهادئ بين الأشجار وهواء كانون، لكنّها آثرت، مشكورة، تحمّل بيروت الزحمة الرهيبة لنلتقيها في "النهار". مرّ عليها وقتٌ لاح فيه حلم الدولة ممكناً، فصدحت بأغنياتٍ تحاكي المدنيّة وترسِّخ نواة الازدهار. راح عملها يثور في وجه المحسوبية، ويشقّ مساراً مغايراً عن المألوف. جديدها، "شوية صور"، إدراكٌ بأنّ الحب حاجة البشرية للارتقاء وتوق المرأة الى الدفء.


هي جزء من ذاكرة جيلٍ آمنت بصورة أقلّ سوداوية لوطنٍ يتخبّط في المأساة. نسألها عن ميلها الى الرومنطيقية وإعلاء قيمة الحب، فيما هي في الأذهان صوتٌ "مخرِّب"، هادر، رافض، لا يملّ من وضع الإصبع على الجرح؟ أهو اليأس من بلدٍ يسلب الفرد أدنى المقومات، أم أنها الرغبة في التغيير وسدّ الطريق أمام التصاق الصورة الواحدة بالفنان، كأن يكون ساخطاً طوال الوقت أو غارقاً في العواطف؟ تانيا صالح من اللواتي والذين يملكون أذناً صاغية تُقرِّبهم من الآخرين خلال الحوار.