"الموناليزا" خادمة صينية؟

يبدو أنَّ سرَّ لوحة "الموناليزا" التي تعتبر من أهم إبداعات الرسام "ليوناردو دا فينشي" تمَّ الكشف عنه في الصين. فقد صرَّح كاتب ومؤرخ إيطالي يقطن في الصين ويُدعى "أنجيلو باراتيكو" في حديث لصحيفة South China Morning Post أن "والدة ليوناردو دا فينشي كانت خادمة صينية وأن لوحة الموناليزا ما هي إلا صورة لها".


ويدَّعي باراتيكو في كتابه الذي يتناول سيرة حياة "ليوناردو دا فينشي" أن "العلاقة بين والد دا فينشي ووالدته كانت مُستهجنة أو تثير الاستياء من المقربين منه، وهذا هو السبب في عدم وجود الكثير من التفاصيل حولها"، وأضاف: "أنا متأكد إلى حد ما أن والدة ليوناردو كانت من الشرق، ولكن للتأكد أكثر من كونها صينية، فنحن بحاجة إلى استخدام أساليب أكثر تنوعاً".


يذكر أنَّ الكاتب الإيطالي أمضى سنوات في فحص الوثائق التي تؤكد نظريته، ويُعتقد أن والد "دا فينشي" كان كاتباً حكومياً يعمل في التوثيق، في حين أنه ما من معلومة عن والدته سوى أنَّ اسمها كان كاترينا، وأنها انتقلت في عام 1452 إلى فينشي، التي تبعد من مدينة فلورنسا بنحو 20 ميلاً، لتلد "ليوناردو دا فينشي".


ويروي بعض الناس أنَّ كاترينا كانت من الفلاحين المحليين، فيما يؤكد الكاتب الإيطالي أنَّها انتقلت إلى فينشي لأنَّ العلاقة مع الخدم كان تعتبر أمراً غير لائقٍ في ذلك الوقت. ويُرجّح باراتيكو أن تكون كاترينا من الصين، وأنَّ لوحة "الموناليزا" هي صورتها، ويقول في هذا الصدد: "خلال عصر النهضة، كانت دول مثل إيطاليا وإسبانيا مليئة بالعبيد الشرقيين، وكما قال سيغموند فرويد في عام 1910، فلوحة الموناليزا هي ربما كانت صورة لأمه، في خلفية الصورة هناك مناظر طبيعية صينية وحتى وجهها يبدو صينياً". كما أنَّ هناك مجموعة من الأسباب التي تجعل باراتيكو يفكر في الأصل الصيني لوالدة "ليوناردو دا فينشي"، منها أنه كان يكتب بيده اليسرى من اليسار إلى اليمين، وأنه كان نباتياً، الأمر الذي لم يكن شائعاً بين الأوروبيين وقتئذ.


ولكن على رغم قلة المعطيات يعتقد باراتيكو أن الطريقة الوحيدة للتأكد من ذلك الأمر تكمن في إجراء تحليل DNA، يؤخذ من أقارب دا فنشي الذين عاشوا في عصر النهضة، والمدفونين في فلورانس. ونظرية الكاتب والمؤرخ الإيطالي ليس الوحيدة، بل سبق أن طرحت فكرة أن تكون أصول والدة "ليوناردو دا فينشي" خادمة من منطقة الشرق الأوسط في عام 2002. وبعد مرور خمس سنوات على ذلك، أشار باحثون آخرون إلى أن بصمات "دا فنشي" تشير إلى أنه كان عربياً. من جهته، يرفض المؤرخ الفني "فيتور تيكسيرا" فكرة أن تكون والدة "دا فينشي" صينية معتبراً أنها "بعيدة من الواقع"، لافتاً إلى أن" ملامح وجه دا فنشي لا تشير إلى أنه كان من أصل صيني".