شيخ الأزهر : إسلام "داعش" مغشوش

استنكر إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب اليوم "الجرائم البربرية" التي يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً، في العراق وسوريا، وذلك خلال مؤتمر دولي ينظمه الأزهر تحت عنوان "الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف".
وقال في افتتاح المؤتمر الذي يحضره زعماء دينيون من عشرين دولة، بينها إيران، إن "تنظيمات وفصائل مسلحة ترتكب هذه الجرائم البربرية النكراء تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف وأطلقت على نفسها اسم (الدولة الاسلامية)، في محاولة لتصدير صورة إسلامهم الجديد المغشوش". وأضاف أن "ما نعانيه اليوم مؤامرة من مؤامرات الأعداء على منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل وبقائها الدولة الأغنى في المنطقة".
وأكد أن "الجهاد في الإسلام لم يتم تشريعه، إلا للدفاع عن النفس والدين والوطن، وإعلان الجهاد ومباشرته لا يجوز أن يتولاه أحد إلا ولي الأمر، ولا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولى هذا الأمر بمفردها مهما كانت الأحوال والظروف، وإلا كانت النتيجة دخول المجتمع في مضطرب الفوضى وهدرِ الدماء وهتك الأعراضِ واستحلال الأموال، وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئِ المغلوط لهذه الأحكام الشرعية".
وشدد على أن "الاعتداء على النفس الإنسانية أيا كانت ديانتها أو اعتقادها أمر يحرمه الإسلام ويرفضه، وكيف وقد انفَتح الإسلام على أبناء الأديان الأخرى، ولدرجة الاختلاط بالزواج والعيش المشترك في بيت واحد، وتحت سقف واحد، وفي هذا إقرار من الإسلام بالعيش الواحد والتداخل الأسري، نحن نقول بالمواطنة الكاملة، والعيش الواحد في الأوطان". ولفت الطيب إلي أن الاعتداء أو التهجير القَسري أو التمييز أمور تتنافَى وصحيح الدين، وإجماع المسلمين.
وتطرق الطيب إلى "الفهم الخاطئ لموضوع الخلافة، أو الإمامة عند المسلمين"، ذلك أنه من المقرر عند علماء أصول الدين أن الإمامة من مسائل الفروع وليست من مسائل الأصول، في الدين عند أهل السنة والجماعة".
وأشار إلى أن "هناك أطرافاً ترغب في إبقاء العرب في حال هزال وضعف وانتشار الحروب في منطقتهم، وهناك دول غربية تسعى إلى تصدير أسلحتها والاستفادة من أموال العرب، بل ونشر الفوضى والتفرقة بينهم". وأشاد بـ"جهود خادم الحرمين الشريفين (العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز) في محاولاته الدؤوبة في لم الشمل العربي".
الأنبا تواضروس
وفي الجلسة نفسها تحدث بطريرك الأقباد الارثوذكس والكرازة المرقسية في مصر الأنبا تواضروس الثاني، مشيراً إلى أن "الأقباط اشتركوا مع أخوتهم المسلمين فى صناعة انتصار حرب أكتوبر (عام 1973)، والكنيسة المصرية كانت دائما مدافعا عن الوحدة الوطنية".
وأضاف :"نبحث عن أسلوب جديد لنحيا فى سلام. وقلنا من قبل إن "وطناً بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن". وتابع :"عشنا بمصرنا فى كنائسنا من أجل أن نصلي كل يوم من أجل المدينة التى نعيش فيها، ومن أجل أرضنا وجيراننا والجيش والوزراء والجنود، ومن أجل العاملين والمرضى والمسافرين والأرامل والأيتام والفلاحين، هكذا تعلمنا الكنيسة".
وشدد على أن الكنيسة المصرية لم تسع فى يوم لأى سلطة زمنية.