مناخات تحضيرية لحوار "حزب الله"-"المستقبل"...و"القوات" يبارك

محمد نمر

يستعد جمهور "تيار المستقبل" و"حزب الله" لأجواء حوارية، فجلوس الطرفين على طاولة واحدة ليس سهلاً ولا بد من تهيئة القاعدة الشعبية أولاً، تماماً كما حصل قبل موافقتهما على المشاركة في حكومة واحدة، حين أوضح الرئيس سعد الحريري أن خطوته هي "ربط نزاع" فيما أظهر "حزب الله" لجمهوره أن "المستقبل" تراجع عن قراره ووافق على مشاركته.


في الشكل، ستكون صورة مصافحة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله للرئيس سعد الحريري تاريخية، إلا في حال كان طرفا الحوار من الصف الثاني أو الثالث، وفي المضمون لا اخراج حتى اليوم للملفات التي سيتناولها الحوار، وجدول الأعمال لا يزال مفتوحاً، لأن الأهمية تكمن في اللقاء أولاً وجمع الطرفين "وبعدها كل حادث إلو حديث"، خصوصاً أن "حزب الله" أعلن عدم استعداده لمناقشة عملية تدخله في القتال في سوريا وقضية سلاحه، وإلا سيكون الحوار أشبه بنقاش حول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد من عدمه، لاعتبار ان "حزب الله" السبب الرئيسي في اطالة عمر النظام، فلا يبقى سوى ملف الرئاسة وقانون الانتخاب الأكثر ترجيحاً للبروز في جدول الحوار.


عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" حسان الرفاعي الذي عبّر عن وجهة نظره الشخصية إزاء الموضوع، يعتبر ان "الحوار بين الطرفين محاولة اضافية قد تكون مخرجاً لايجاد قواسم مشتركة ولو في الحد الأدنى كما حصل في الموضوع الحكومي، حيث سادت بداية مناخات تحضيرية للأجواء قبل الاقدام على اي خطوة".


يسير الطرفان على الطريق نفسها التي أوصلتهما إلى حكومة الرئيس تمام سلام، اذ يقول الرفاعي "10 اشهر قبل تأليف الحكومة وكان الأمر غير وارد عند الطرفين، لتعود كل جهة وتبرر لنفسها وجمهورها أن الضرورة تقتضي بالحد الأدنى المشاركة، فأطلق عليها تيار المستقبل حكومة ربط نزاع فيما قال حزب الله ان الفريق الآخر عاد للجلوس معنا، وفي شكل عام الحكومة لم تضر البلد بل نفعته". بناء على ذلك، يعتبر الرفاعي ان الحوار في حال تم "سيكون محاولة اضافية للتوافق على ملفات ولو بالحد الأدنى، كتخريج موضوع رئاسة الجمهورية أو البحث في قانون الانتخاب".
ورغم ذلك، يحمل الرفاعي مواقف تعبّر عن رأي القاعدة الشعبية لدى الطرفين، ويسأل:"هل يعقل أن يجري التعاطي مع الناخب اللبناني أو المواطن بهذه الطريقة، حيث يُنقل من خلاف حاد إلى تسويات، للأسف مبتذلة، ولا تقنع ومفروضة لاعتبارات خارجية؟". وفي الوقت نفسه، يشدد على أن "لبنان حلّ عليه البلاء من تصرفات حزب الله، لهذا، لماذا أجلس معه؟"، ويتابع: "نجلس لأننا نحمل الهوية نفسها ولأن هناك قسماً من اللبنانيين كفريق عون مثلاً يسير خلف "حزب الله" مهما فعل من أجل مصالحه".


لن يرفض أي من الطرفين الحوار، لأن الآخر سيستغل ذلك، "وحتى لا يضع أحد الفريقين نقطة على الاخر" يزايد فيها "بانني عرضت الحوار وانت رفضت"، سيجبران على المشاركة، حتى لا يسأل أحدهما عن الحل في حال رفض. والخلاصة بالنسبة إلى الرفاعي أن "تيار المستقبل حل عليه البلاء بضرورة التحاور مع حزب الله الذي يقاوم قيام الدولة القوية، ومرد ذلك لانقسام اللبنانيين".
هل الجلوس يعني استبعاد عون أو جعجع عن الرئاسة؟ يجيب: "ربما، لأنه بحوار أو بعدمه، فمن الواضح أن الاثنين باتا مستبعدين"، وبالنسبة إليه لا معنى لتشديد "حزب الله" على اسم عون في خطاب السيد نصر الله، مذكراً بأن "الرئيس نبيه بري كان متشدداً في موضوع التمديد وعاد هو نفسه واخرج كل العملية... للاسف لا احترام لعقل المواطن".



حوار مبارك
"القوات اللبنانية" تبارك حوار "حزب الله" - "المستقبل" ويقول العميد وهبي قاطيشا مستشار رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "كل تقارب نباركه لأنه يصب في المصلحة العامة ولا سلبية تجاه حوار الطرفين، لاننا جماعة حوار ومستعدون للحوار مع الجميع، لكن اذا كان هناك من لا يريد محاورتنا فتكون مشكلته".
يعوّل "القوات" على حلحلة باتجاه الاستحقاق الرئاسي، لكن هذا لا يعني ان الطرفين لديهما مفتاح الاستحقاق او يتحكمان به، "فحليفنا على الاقل لا يقبل بذلك" بحسب قاطيشا الذي يوضح: "اقله ان يفتح الحوار نقاشاً حول الاستحقاق حتى يتأمن النصاب الدستوري، اما هوية المرشحين فلدينا مرشحنا واذا لديهم مرشح فلنخوض العملية الديموقراطية ونر من يربح".
هل يعني جلوس الطرفين الى طاولة واحدة استبعاد الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون عن الرئاسة؟ يجيب قاطيشا: "بالتاكيد لا لأن الرأي المسيحي هو الوازن في هذا الملف، لن يستطيعا شيئاً من دون الرأي المسيحي". ويضيف: "نأمل من الحوار أن يخرج باتفاق على تمرير الاستحقاق اما الصيغة فتتم مع بقية الأفرقاء"، مذكراً بأن "جعجع وافق على طرح اسم ثالث او اسمين آخرين بالاتفاق مع العماد عون وليس مع الأفرقاء الآخرين، إذ يجب أن تخرج الشخصية الثالثة من صلب حوار بين "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".



mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @mohamad_nimer