بايدن واردوغان يبحثان في مرحلة انتقالية من دون الأسد\r\nولافروف يتهم واشنطن بالسعي لاطاحة نظام دمشق

بحث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فترة انتقالية في سوريا لا يشارك فيها الرئيس بشار الأسد خلال اجتماع استمر أربع ساعات امس في اسطنبول، في حين اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بانها تسعى "بعيدا عن الاضواء" الى اطاحة الاسد في حين يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين الاسبوع المقبل في موسكو وفدا سوريا رفيع المستوى.


وتشارك تركيا على مضض في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق وتدفع من أجل استراتيجية أكثر شمولا تتضمن إزاحة الأسد عن السلطة.
وقال بايدن في مؤتمر صحافي مع اردوغان "فيما يتعلق بسوريا بحثنا... ليس فقط حرمان تنظيم الدولة الاسلامية من ملاذ آمن ودحره وهزيمته لكن ايضا تقوية شوكة المعارضة السورية وضمان فترة انتقالية بعيدا عن نظام الأسد".
ووصل بايدن مساء الجمعة الى اسطنبول، المحطة الاخيرة في جولته الى المغرب واوكرانيا، على خلفية خلافات عميقة بين واشنطن وانقرة البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي، حول اولويتهما الاستراتيجية في سوريا.
وخلال عشاء مساء الجمعة قلل بايدن ورئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو امام الصحافيين من اهمية التوتر الذي اثر على علاقاتهما في الاسابيع الماضية. وقال بايدن: "اننا اصدقاء منذ فترة بعيدة ومن منافع زيارة تركيا البلد الصديق العضو في الحلف الاطلسي ان نكون دائما في غاية الصراحة". واضاف "واجهنا بعض المسائل الصعبة جدا في المنطقة والعالم وكنا دائما على اتفاق".
وفي ختام اللقاء بين بايدن واردوغان شدد البيت الابيض على اتفاق البلدين على "ضرورة ضرب وهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية والعمل للتوصل الى عملية انتقالية في سوريا ودعم قوات الامن العراقية والمعارضة السورية المعتدلة".
وفي الجوهر يبقى موقف البلدين متباينا جدا.
وخلافا للولايات المتحدة ترفض تركيا تقديم اي مساعدة عسكرية للقوات الكردية التي تدافع عن مدينة كوباني السورية المحاصرة منذ اكثر من شهرين من الجهاديين.
وجراء الضغوط من الحلفاء والانتقادات سمحت تركيا بمرور على اراضيها 150 مقاتلا من البشمركة اتوا من العراق.
وترى انقرة ان الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة اميركية غير كافية وان التهديد الجهادي لن يبعد الا بسقوط نظام الاسد.
وقال داود اوغلو:"في سوريا لا يمكن ارساء السلام من خلال تدمير منظمة ارهابية في قسم من البلاد والسماح لنظام دمشق (...) في قسم اخر ابادة شعبه".
واشترطت الحكومة التركية قبل انضمامها الى الائتلاف الدولي اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي على طول حدودها مع سوريا. لكن ذلك لم يلق آذانا صاغية حتى الان.
وخلافا للاتراك يركز الاميركيون على محاربة الجهاديين. وقال المسؤول الاميركي "اننا متفقون مع الاتراك على ضرورة القيام بعملية انتقالية في سوريا في نهاية المطاف دون الاسد". واضاف "لكن حاليا تبقى اولويتنا المطلقة في العراق وسوريا هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية".


لافروف


وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي ان العملية التي يشنها الائتلاف الدولي بقيادة اميركية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" قد تكون تمهيدا لاطاحة نظام دمشق.
ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن لافروف قوله امام منتدى خبراء سياسيين في موسكو: "من المحتمل الا تكون عملية ضد الدولة الاسلامية بقدر ما هي تمهيد لعملية لتغيير النظام بعيدا عن الاضواء تحت غطاء هذه العملية لمكافحة الارهاب". كما انتقد ما وصفه ب"المنطق المنحرف" لواشنطن.
وقال :"يؤكد الاميركيون ان نظام الاسد قطب مهم يجذب الارهابيين في المنطقة لتبرير عزمهم على اطاحته. اعتقد ان ذلك يدل على منطق منحرف".
كما ذكر نظيره الاميركي جون كيري الذي قال له ان التحالف ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" لا يريد تفويضا من مجلس الامن لان ذلك سيرغمه "بطريقة ما على تسجيل وضع نظام الاسد". واضاف:"بالطبع سوريا دولة ذات سيادة عضو في الامم المتحدة. هذا امر غير عادل".
وتساءل "ان الاميركيين تفاوضوا ويتفاوضون حتى مع "طالبان". عندما يستلزم الامر يصبحون براغماتيين جدا. ولماذا عندما يتعلق الامر بسوريا تصبح مقاربتهم ايديولوجية الى اقصى الحدود؟".
وكشف لافروف انه اجرى الجمعة مع كيري اتصالات هاتفية بحث خلالها معه في ضرورة "تحريك في اسرع وقت ممكن البحث عن حل سياسي ودبلوماسي للازمة السورية وتوحيد الجهود لمحاربة الارهاب على اساس القانون الدولي".
ويتوقع ان يلتقي وفد سوري يقوده وزير الخارجية السوري وليد المعلم بوتين في 26 من الجاري في موسكو للبحث في تحريك مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة.