صدمة الاستقلال: لا شيء غير الكلام!\r\nمتى وكيف سينطلق حوار عين التينة؟

بعد صدمة "الاستقلال بلا رئاسة " التي عاشها لبنان واللبنانيون امس مع إلغاء الاحتفالات الرسمية بذكرى ٢٢ تشرين الثاني فلم يقم عرض العسكري التقليدي في وسط بيروت ولا الاستقبال التقليدي في قصر بعبدا الفارغ والغارق في وحشته للشهر السادس، ماذا بعد؟


على صعيد ازمة الفراغ الرئاسي يخشى الا تكون صدمة الاستقلال الا صفحة تأس وتألم كلامي سال حبره بغزارة في اليومين الاخيرين على الألسنة الداخلية والدولية من دون ان يقترن ذلك باي تطور من شأنه ان يحرك ساكنا او حرفا في ملف ازمة الفراغ خصوصا بعدما طويت ايضا صفحة المزيدات الرئاسية التي اشتعلت اخيراً من دون اي طائل .
اما على الصعيد السياسي المتصل بمجمل المناخ الداخلي فانه يبدو واضحا ان مختلف القوى السياسية بدأت تبدل نظرتها الى ما يتصاعد من عين التينة من مؤشرات يومية حيال اطلاق حوار ثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله في قابل الايام والأسابيع القليلة الاتية . ذلك انه وفق مصادر مواكبة لمسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاق هذا الحوار تحدثت امس الى " النهار " فان القوى الداخلية تلمست معطيات الى جدية لم تكن في أجوائها حول هذا المسعى حتى اليومين الاخيرين وتبين من خلال الاتصالات السياسية مع بري وتيار المستقبل وحزب الله ان الامر صار على مستوى متقدم من التحضيرات الجدية مما يفرض مواكبة جدية لما قد يطرأ من تطورات على هذه الخطوة . وتقول المصادر نفسها في هذا السياق ان بري كان حرص على إنضاج مسعاه بغلاف من الكتمان خشية احتراقه او الاصطدام بمزالق متنوعة فلم يبدأ الحديث العلني عنه الا بعدما ضمن موافقة ثابتة لكل من المستقبل وحزب الله على المضي في التحضيرات والترتيبات التمهيدية بما كفل لبري الوسيط قرارا ثابتا من الفريقين بالإقبال على الحوار . وتشير في هذا السياق الى ان ما دأب عليه بري في الايام الاخيرة من التبشير بهذا الحوار الذي يرجح ان يجرى في عين التينة شكل إشارة لكل القوى السياسية الاخرى للتعامل بجدية مع هذا المسعى بعدما تقدمت الاتصالات الجارية بين بري وفريق الرئيس سعد الحريري نحو وضع جدول اعمال الحوار المزمع عقده كما بعدما تجاوز هذا المسعى قطوع الخشية من الموقف السعودي الاخير في الامم المتحدة حيث طالبت المملكة بإدراج حزب الله في اطار المنظمات الارهابية التي تقاتل في سوريا . ولفتت المصادر في هذا السياق الى مؤشرات مهمة برزت في هذا الصدد منها ان حزب الله التزم الصمت وعدم التعليق على الموقف السعودي الاخير في انتظار إيضاحات تولى بري السعي الى الحصول عليها لتحصين مسعاه ويبدو ان لقاءه المرتقب مع السفير السعودي علي عواض عسيري الثلثاء المقبل يندرج في هذا الإطار . كما ان استمرار الاتصالات والمشاورات بين بري وفريق الرئيس سعد الحريري في شان التحضيرات للحوار يدل على ان المسعى الحواري ماض بلا عقبات بصرف النظر عما سيتم الاتفاق عليه في جدول اعمال هذا الحوار وموقف حزب الله الاخير منه باعتبار ان تيار المستقبل بيدي مرونة واضحة في القبول بالحوار لكن لم يكشف بعد مضمون جدول اعمال هذا الحوار وبنوده وما اذا كان البحث في تورط الحزب في الحرب السورية سيكون مقبولا من الاخير .
تبعا لذلك تقول المصادر نفسها ان الاسبوع الطالع يتسم بأهمية مفصلية بالنسبة الى هذا المسعى مع ترجيح كفة الإيجابيات فيه حتى الان . اذ بدأت التحضيرات من جانب الرئيس بري على الأقل توحي بان المسعى لن يواجه عقبات جوهرية طارئة كما ان لقاءات عدة بين الرئيس الحريري وشخصيات وزارية ونيابية من كتلته في الساعات والأيام المقبلة توحي بالاتجاه نحو هذا الحوار علما انه ستكون للرئيس الحريري أطلالة تلفزيونية في الاسبوع المقبل يمكن ان تتبلور معها أمور عدة اساسية سواء في هذا الموضوع او سواه ولا سيما في ملف الازمة الرئاسية .