تحرّك بكركي وتدخّل السفراء هل "ينتجان" رئيساً؟

خليل فليحان

 


عرض البطريرك الماروني مار بشارة الراعي ليل أمس مع السفير الاميركي ديفيد هيل موضوع ما يمكن لواشنطن ان تلعبه من دور مع النواب من اجل تأمين انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن. وعلم من مصدر مطلع ان هيل وعد بالسعي تاى تحقيق هذا الطلب، وابلغ سيد بكركي انه يؤيد ما يدعو اليه من انتخاب رئيس للبلاد اليوم قبل غد وان مساعيه ستنشط من جديد مع عدد من المفاتيح التي يمكن في حال تضامنها من انتخاب رئيس للبلاد ولم ينتظر عودته الى مكتبه في عوكر ليدعو من بكركي النواب الى انتخاب رئيس للجمهورية، مشددا الى ان التأخير في انتخابه أدى الى شلل في عمل المؤسسات.


يندرج استقبال البطريرك لهيل في هذا الإطار، بعدما أكد الراعي من وأوستراليا بغضب انه لن يحكي مع اي من النواب في الاستحقاق الرئاسي لأنهم على حد تعبيره يتلقون الأوامر من الخارج. وهذا ما دفع الرئيس نبيه بري الى رفض موقف البطريرك من دون ان يسميه قائلا يجب ان تتوقف حرية الاعلام عندما تتحول مساً بكرامات الناس.


واشار المصدر الى ان البطريرك ماضٍ في خطته الديبلوماسية وسيستقبل بعد هيل سفراء الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة للغرض عينه في وقت تبنى مجلس الامن دعوة المنسق الخاص للامم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي الى الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد خلال الإحاطة التي قدمها اليه عن الوضع في لبنان.


يتزامن تحرك بكركي امس مع تقديم "تكتّل التغيير والاصلاح" الى المجلس الدستوري كتاب طعن بقانون تمديد ولاية المجلس سنتين و سبعة أشهر. وسبق ذلك بساعات ما كشفه بري الى معطيات داخلية متوافرة لديه عن إيجابيات حول انتخاب رئيس للبلاد.


وافادت مصادر مقربة من فاعليات سياسية ان تحرك البطريرك في اتجاه الدول الكبرى للمساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية هي محاولة خاضعة للتجربة ولمعرفة ما اذا كانت تلك الدول التي سبق لها ان أبلغت المسؤولين ان ليس لأي منها اي مرشح وأنها بالتالي لن تتدخل في هذه العملية، وان هذا الانتخاب هو شأن داخلي، وسألت هل سيغير الراعي موقفها؟ وأعادت الى الأذهان ان بعضا منها اميركا وفرنسا بذلتا مساع عدة لأحداث خرق في هذه المسألة لكن من دون اي نتيجة.


واعترفت انها ليست على اطلاع بالمعطيات الواعدة التي المح اليها بري، واعربت عن آملها في ان تؤتي أوكلها للانتهاء من هذا الاستحقاق الذي لم يعد مسموحا تأخير حصوله يوما واحدا في ظل الأوضاع الداخلية التي تزداد اهتراء وآخرها الفساد الغذائي وعدم إنتاجية العمل الحكومي والاهم تزايد أخطار التنظيمات الارهابية على أمن البلاد في ظل استمرار احتجاز عدد من العسكريين رهائن عند "داعش" و"جبهة النصرة".


ولم تشأ استباق ما يمكن ان يتخذه المجلس الدستوري من قرار في الطعن العوني وانه في 26 الجاري سيتخذ المجلس موقفه النهائي من الطعن.
ورأت ان رسالة الدعم التي أعطاها "حزب الله" امس للعماد ميشال عون عبر وفد ارسله الى الرابية أعادت اي بحث عن مرشح توافقي الى النقطة الصفر.