تفاصيل مثيرة عن انتحاريي "De roy" و"Napoleon": كنا سنلتقي الحور العين!

كلوديت سركيس

أصدر قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا قراره الاتهامي في تفجير أوتيل "دو روي" وإرهابيي أوتيل "نابوليون". وأبرز المتهمين الفرنسي فايز بوشران والسعودي عبد الرحمن شنيسي لانتمائهما الى "داعش" والقيام بأعمال إرهابية.


الانتحاريان السعوديان المتّهمان في تفجير "دو روي" اعترفا أنّهما ينتميان إلى "داعش" وكانا يخطّطان لعملية انتحارية في الضاحية تستهدف مطعم الساحة. أمّا في قضية فندق "نابليون"، فاعترف الانتحاري الفرنسي بأنّه كان سينفذ عملية انتحارية ضدّ "الشيعة" لتلقينهم درسًا بسبب قتالهم في سوريا.


وتم انزال عقوبتي الاشغال الشاقة المؤبدة او الاعدام بحق 28 ارهابيًا بينهم فرنسي وسعودي ولبنانيين وسوريين في القضية.


نوعية الجهاد


وفي المعلومات، انه خلال التحقيق، قال المتهم فايز يوسف بوشران اوليا، وهو من جزر القمر انه لاحق عبر يوتيوب "ما يحصل في سوريا من جرائم بحق المسلمين ووجود اشارات بأن يوم القيامة اصبح قريبا ، فتكوّنت قناعتي بالذهاب الى سوريا للجهاد في سبيل الله والمسلمين".ويضيف ان شخصا يتواصل معه على موقع "في حال اردت" على الفايسبوك ، ينشر امورا جهادية ، اعلمه انه في حال اراد الجهاد في سوريا عليه السفر من المانيا او اسبانيا الى تركيا وليس من فرنسا للتمويه. وهناك ينقله شخص الى الرقة للالتحاق بداعش. فتوجه برا الى ألمانيا. ومن مطار فرنكفورت الى ازمير فغازي عنتاب مع سائق اجره مرمز الى منزل كبير بداخله شبان من جنسيات مختلفة، ومنه انتقلوا جميعا الى مبنى مدرسة تلقوا فيه دروسا دينية 20 يوما ومارسوا الرياضة. وفي الرقة استقبلهم مسؤول داعش  "ابو الشهيد" الذي سأل بوشران عن نوعية الجهاد الذي يريد القيام به، فاجابه برغبته القيام بعملية انتحارية. فعرض "ابو الشهيد " ان "تكون في لبنان ضد الشيعة لتلقينهم درسا بسبب قتالهم السنة في سوريا". وأعلمه بوجود انتحاريين فرنسيين سيشاركانه بالعملية وتنفيذها، كون الجنسية الفرنسية لا تثير الشبهات في لبنان ولمكانتها الخاصة عند اللبنانيين. ونقده الفي دولار كدفعة على المصاريف،عارضا ان تكون العملية بحزام ناسف او سترة ناسفة.


تفاصيل العملية


وبانتقاله الى بيروت، تواصل بوشران على الفايسبوك مع "ابو الشهيد" الذي ابلغه بقدوم شخص اليه وتبادل كلمة سر معه لمعرفته. وبالفعل حضر منذر خلدون الحسن، الذي قتل لاحقاً في طرابلس بعملية دهم، ونقل بوشران الى فندق نابليون حيث وجد حجزا باسمه ليومين مدفوعة التكاليف. وأعلمه الحسن انه سيبلغه لاحقا بتفاصيل العملية الانتحارية. ويضيف بوشران " وبشكل مفاجىء طلب "ابو الشهيد" مني ترك الفندق الى جونيه تمهيدا للعودة الى تركيا لمشاكل ادت الى الغاء العملية. ولم "اتمكن من ذلك لدهم الفندق والقبض علي".
ولدى استجوابه امام القاضي ابو غيدا رفض بوشران، بحسب القرار، توكيل محام او تكليف محام بدون نفقات. واعترف انه حضر الى بيروت للقيام بعملية انتحارية في حي شيعي بحزام ناسف وبانتمائه ل"داعش". وحضر معه الى مطار بيروت انتحاري آخر فرنسي من اصل مغربي محمد رضا اوهراني "ابو ياسين". وبوصولهما افترقا لتعليمات بعدم التواجد في فندق واحد.وتحدث المتهم عن متابعته دروسا دينية في فرنسا على يد شيخين شجعاه على الجهاد. وباستيضاحه عن المنفعة التي سيجنيها بقتل نفسه وقتل الابرياء اجاب "لقد تم اقناعي ان هذه هي الطريق الى الجنة ولقاء "حور العين".


في مطعم "الساحة"...


ويذكر القرار الاتهامي ان السعوديين الشنيعي وعلي الثويني ،الذي قضى بتفجير نفسه لدى دهم الفندق، دخلا سوريا للجهاد وخضعا لدورة عسكرية في معسكر الفاروق في مدرسة بحلب فيها الكثير من الجهاديين من جنسيات مختلفة . ويفيد الشنيعي "اننا تدربنا على يد اميركي بشرته سوداء ملقب "الامير بو يعقوب". وقال: خضعت لدورة تدريب خصوصا على المتفجرات وانتسبنا الى لواء التوحيد ثم الى داعش. بعدها تم اختيارنا من"ابو جعفر الاردني لتنفيذ عمليات انتحارية في لبنان تستهدف جهاز الامن العام اللبناني والروافض والصليبيين . وبحضورنا الى بيروت تواصلنا مع شخص يدعى احمد تبين لاحقا انه منذر الحسن اعطانا رقمه "ابو جعفر"، وهو الذي حجز بفندق حيث عرض علينا ثلاثة احزمة ناسفة وشرح لنا كيفية استخدامها. وبتاريخ 13/6/2014 ذهبنا برفقته في سيارته الى منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدا الى مطعم "الساحة"، وجلسنا الى احدى الطاولات في الباحة المكشوفة، وخلال ذلك اعلمنا ان العملية الانتحارية التي سنقوم بها هي بهذا المطعم وتعليماته كانت بان يدخل رفيقي علي اولا ويفجر الحزام الذي يرتديه بالحاضرين. ثم بعد تجمع الناس ادخل انا وافجر حزامي بهم. وان يكون تاريخ تنفيذ العملية تاريخ 14 او 15 حزيران 2014 خلال تجمع المواطنين لحضور المونديال، ويكون حينها بينهم عدد كبير من الامن العام.وان سبب تشديد ابو جعفر الاردني باستهداف الامن العام هو على خلفية توقيف شقيقه من هذا الجهاز ولا يزال في السجن".


لماذا؟


وبسؤال المدعى عليه الشنيعي لماذا قررت القيام بعملية انتحارية ومن اقنعك بذلك ؟ قال: "كنت اسمع من المشايخ مقدار فضل الشهادة وميزات الانتحاري الذي يدخل الجنة اثر استشهاده". وانهى افادته بالقول: "انا نادم على ما قمت به.كما نفى اي علاقة له او لرفيقه الذي قتل بمتفجرة ضهر البيدر".


اما بخصوص الموقوف بوشران، فقال ان "ابو جعفر" طلب منا بتواصلنا معه على السكايب اعطاءه الف دولار بواسطة منذر الحسن. ولم نلتق به ول نعرفه قبلا. كما ذكر ان انتحاريا سعوديا آخر كان سيتبعهما هو عبد الرحمن القحطاني" .
وعن سائر المدعى عليهم، ذكر القرار انه "اثر معلومات دقيقة ومهمة وردت الى مديرية المخابرات في الجيش في شأن وجود مخطط ارهابي امني خطيرتتولى ادارته مجموعة مرتبطة بداعش للقيام بعمليات تفجير تستهدف مناطق لبنانية ،كثفت هذه المديرية مراقبتها لاشخاص مشتبه بانتمائهم الى داعش. واعتقلت العديد منهم.وبالتحقيق معهم ثبت انهم مكلفون باستقبال وايواء عددا من الانتحاريين وتأمين المتفجرات والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة لهم ودلالتهم على الامكنة المستهدفة ،وهو ما نفذوه فعلا ".


البحث بتحرير سجناء رومية


وادلى المتهم علاء كنعان انه كان ينوي اقتحام سجن رومية مع رائد طالب لتحرير السجناء الاسلاميين، وكلفه الاخير تأمين مواد متفجرة لاستخدامها في العملية وفاتحت محمد علي اسماعيل بالموضوع فاعطاني رقم المدعو"ابو حمزة" الذي قابلته وسالته عن امكان شراء مواد متفجرة فأجابني ان لديه 25 كيلوغراما من معجونة "جنيليت"، وهي عبارة عن اصابع ، سعر الواحد 50 دولارا فوافقت على الشراء وبعد يومين تسلمنا المادة وصنع رائد طالب اربعة اصابع منها احزمة ناسفة. وبعد مغادرة رائد طالب الى القتال في سوريا تباحثت مع محمد جوهر بمسألة تحرير السجناء من رومية من خلال عمل امني بخطف رهبان وراهبات ومقايضتهم بالسجناء او خطف عسكريين لكن لم يتم تنفيذ ذلك. ومنذ ثلاثة اشهر، أحضر هاجر العبد الله معه من سوريا مبلغ 60 الف دولار من "داعش" لتفعيل الشبكات الامنية. ومنسق هذه الشبكات محمود خالد الملقب "خالد زهرمان" مع محمد جوهر. والاخير يكون صلة الوصل مع ابو ايوب العراقي امير داعش في القلمون. وهكذا بدأ محمد جوهر باعداد خلية امنية واعطاني مبلغ 20 الف دولار لشراء متفجرات وتحديدا مادة "تي ان تي"اضافة الى الجنيليت"التي كانت معنا. لكن حصل تغيير واستبدل محمد جوهر بمحمود زهرمان الذي استلم المال والمواد المتفجرة ونقلها الى بلدة فنيدق.واضاف المدعى عليه علاء كنعان في التحقيق الاولي انه قبل توقيفه باسبوعين ابلغني محمود زهرمان بوصول ثلاثة انتحاريين الى بيروت احدهم يحمل الجنسية الفرنسية ملقب" ابو ادريس.والمطلوب ان نؤمن لهم احزمة ناسفة نصنعها بانفسنا.وحضرت مساء الى منزله حيث بدأنا العمل على نزع مادة "تي ان تي" من قذائف هاون، ووضعنا حوالى 8 كيلوغرام باحد الاحزمة مع كرات حديدية . وبعد يومين صنعنا حزاما آخر. وعلمت من محمود ان "الاشقر" اي منذر الحسن هو من سينقل الاحزمة الناسفة للانتحاريين في بيروت. واكد في افادته الاستنطاقية انه اعطى محمود زهرمان مبلغ 50 الف دولار مرسلة من داعش بهدف القيام باعمال تفجيرية في الضاحية الجنوبية. وكذلك ان الاحزمة الناسفة التي صنعها معه سيقوم بتسليمها منذر الحسن الى الانتحاريين الذين نزلوا بفنادق في منطقة الحمرا في بيروت. وكرر اقواله لجهة تخطيطه مع رائد طالب لاقتحام سجن رومية وتحرير الاسلاميين وكذلك لجهة خطف رهبان او عسكريين للمقايضة بهم. واضاف ان احمد خالد هو اساس الخلايا الارهابية وهو الذي جلب المال من داعش. وانهى افادته الاستنطاقية بانه نادم على ما فعله، وان غايته كانت الافادة المادية لا غير.


مسؤولا "داعش" في لبنان


وأدلى المدعى عليه محمود محمد خالد انه شكل خلية امنية مع شقيقه أحمد وعلاء كنعان ومحمد جوهر وهاجر عبد الله ومنذر الحسين تابعة لـ"داعش" وان المسؤولين الاساسيين لداعش في لبنان هما احمد زهرمان ومحمد جوهر. اضاف ان دور خليته تلقي الاموال وايواء الانتحاريين وتوجيههم الى اهدافهم، وان علاء كنعان هو الذي كان يشتري المتفجرات ، واشترى له 25 كيلوغراما معجونة وهي اقوى من"تي ان تي"، وكذلك شرائط كورتكس المتفجرة ودفع له ثمنها من الاموال الداعشية. وتابع المتهم انه "بعد تفجير ضهر البيدر اخبرني شقيقي انه القي القبض على الانتحاريين في بيروت ويجب عليّ التخلص من المواد المتفجرة واخذت كل شيء ضمن غسالة وطمرته في خراج بلدة برقايل". واعترف في افادته الاستنطاقية انه من عناصر داعش في لبنان ومكلف بتصنيع احزمة ناسفة بالتعاون مع شقيقه احمد المسؤول الداعشي. وصنع احزمة عدة وسلم اثنان منها الى منذر الحسين بواسطة شقيقه احمد الذي نقلها الى بيروت تمهيداً لتسليمها الى ثلاثة انتحاريين فرنسي وسعوديان؟، وان منذر كان سيفجر نفسه، والامكنة التي كانت ستستهدف هي الضاحية الجنوبية.