حقي وين؟ (بالفيديو)

رين بوموسى

 


[[video source=annahar id=188]]


 


وكأن شيئاً لم يكن، خلت الطرق في وسط بيروت من أي لافتة ومن أي معارض لفكرة التمديد، السيارات تمرّ والطرق جميعها مفتوحة باستثناء الطريق المؤدية إلى ساحة رياض الصلح بسبب اعتصام أهالي العسكريين المخطوفين. قبل أن تنتهي جلسة مجلس النواب التي عقدت اليوم لاقرار التمديد للمجلس، تجمع عشرات الشبان الرافضين للخطوة "اللا دستورية"، حملوا صناديق  البندورة والبيض لرشق مواكب النواب بها. استطاع المتظاهرون الذي لبّوا دعوة "الحراك المدني للمحاسبة"، اصطياد بعض سيارات النواب، غير أنهم لم يتمكنوا من منعهم دخول مجلس النواب.


"اذهبوا الى المنزل"... وصفوا النواب بـ"المحتلين"، ورأوا ان الوقوع في الفراغ أفضل من بقاء من سموهم برموز الفساد، ورغم كل الشعارات والكلام الذي أطلقوه خلال التظاهرة، اقرّ المجلس التمديد. اعداد قليلة رفعت لافتات ووقفت تحت الشمس الحارقة، رغم الحشد الكبير الذي لاقته الحملة عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" من خلال رمز #لا_للتمديد.
"نعزي أنفسنا بالطاقم السياسي الذي جدد لنفسه"، قال أحد المتظاهرين لـ"النهار"، بعد دقائق من اقرار قانون التمديد. خيبة الأمل ظهرت جلية على وجوههم، كما برز اصرار من قبلهم انهم سيستمرون في تحركهم، ليؤكدوا رفضهم لهذا الطاقم السياسي الذي مدد لنفسه مرتين.
في مقابل كل الضجيج، وصدى حناجر المحتجين، 97 نائباً اجتمعوا في قاعة مجلس النواب، وكان الهدوء سيد الموقف، 95 نائباً صوت بالموافقة واثنان سجلا معارضتهما. خرجوا بعد ان صوتوا، واختلفت التعليقات في شأن تحرّك الشبان ضد لبتمديد. فالرئيس فؤاد السنيوة اكد انهم كانوا مجبرين، فالبلد في حالة فراغ ومن المستحيل اجراء الانتخابات النيابية في هذه الظروف، "التمديد يصب في مصلحة االبلد". الوزير وائل ابو فاعور رأى ان تحرّك الشبان ضروري، معتبراً ان ذلك دليل ان لبنان "بلد ديموقراطي". أما النائب دوري شمعون فسأل ممازحاً: "بأي جامعة معلّمين العلوم السياسية هالشباب؟".
للمرة الثانية، مدد مجلس النواب لنفسه بحجة أن ذلك سينقذ لبنان، من دون أن يواجهوا الشبان الذين رفضوا الاستسلام لواقع سياسي فرضته الحالة السياسية السائدة في البلاد والأخطار الأمنية التي تفتك بالمنطقة.