تواصل ضغوط "داعش" على الحدود التركية في كوباني

اطلق مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" قذائف هاون باتجاه الحدود التركية شمال مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يدافع عنها الاكراد بانتظار وصول تعزيزات من كردستان العراق.


لكن وصول حوالى الف من مسلحي المعارضة السورية الى المدينة الذي اعلنته انقرة الجمعة، بدا موضع شك كبير مع تاكيد قادة من اكراد سوريا عدم التوصل الى اتفاق بهذا الصدد.
ويركز "داعش" هجماته منذ ايام عدة على المعبر الحدودي مع تركيا الواقع شمال المدينة التي اصبحت رمزا لمقاومة تنظيم "الدولة الاسلامية".
ويطلق مسلحو التنظيم منذ الجمعة قذائف الهاون باتجاه معبر مرشد بينار الذي يريدون السيطرة عليه لقطع الطريق بين عين العرب والحدود التركية.
وردا على ذلك اتخذ الجيش التركي اجراءات امنية مشددة في القطاع واخلى السبت التلال المحيطة حيث كان ينتشر صحافيون ودفعهم الى مكان ابعد بكيلومتر واحد.
ويفترض ان يتلقى المقاتلون الاكراد الاقل عددا وعدة من المسلحين الاسلاميين، مساعدة عشرات من عناصر البشمركة من كردستان العراق في غضون ايام.
ويفترض ان يمر هؤلاء وعددهم حوالى 150 عبر تركيا التي وافقت على ذلك.
لكن انقرة ما زالت ترفض مرور اكراد من جنسيات اخرى ومساعدة قوات كردية سورية تصفها "بالارهابية" لارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حركة تمرد في تركيا منذ 1984.
وفي هذا الاطار، تلقى السوريون الاكراد اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن وصول 1300 من مسلحي الجيش السوري الحر كتعزيزات الى عين العرب بفتور.
ورأوا انه من الاجدى لمسلحي المعارضة السورية فتح جبهات جديدة ضد مسلحي التنظيم الاسلامي المتطرف في باقي سوريا "لتخفيف الحصار عن كوباني".


غارات التحالف


وفي هذا السياق شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حوالى 23 غارة الجمعة والسبت استهدفت مواقع "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق،وفقا لما اعلنه الجيش الاميركي السبت.
واعلنت القيادة الاميركية الوسطى (سنتكوم) في بيان ان 11 غارة استهدفت مبان ومواقع وعربات للدولة الاسلامية قرب سد الموصل الاستراتيجي.
كما استهدفت اربع غارات مواقع قرب الفلوجة واخرى منطقة بيجي وقرية الحجاج واماكن اخرى في العراق.
والغارة الوحيدة في سوريا نفذتها واشنطن قرب عين العرب (كوباني) حيث قامت طائرات اميركية بتدمير قطعة مدفعية.
وفي المجموع، شنت قوات التحالف التي تعمل منذ الثامن من آب اكثر من 600 غارة جوية والقت اكثر من 1700 قنبلة في العراق وسوريا، حسب القيادة الوسطى للقوات الاميركية المكلفة المنطقة.
وفي العراق، دمرت قوات التحالف الدولي التي تحارب تنظيم "الدولة الاسلامية" ليل الخميس الجمعة مستودع اسلحة ومركز تدريب للتنظيم في منطقة كركوك بشمال العراق اثناء غارة قالت قيادة الاركان الفرنسية انها كانت مكثفة والقيت فيها 70 قنبلة، بحسب قائد اركان الجيوش الفرنسية بيار دو فيليي.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده "ستسرع نسق عملياتها" من اجل "تشديد الضربات للتنظيم الارهابي".
ميدانيا استعادت قوات البشمركة الكردية، مدعومة بضربات جوية من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، السيطرة على منطقة زمار في شمال العراق بعد معارك لأسابيع مع تنظيم "الدولة الاسلامية"، بحسب مسؤول ميداني في هذه القوات.
وقال مسؤول محور زمار في البشمركة كريم أتوتي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "بعد اشتباكات بدأت فجر اليوم وبدعم جوي امريكي، تمكنا من طرد مسلحي داعش من مركز ناحية زمار و11 قرية في اطراف البلدة". اضاف "حاليا قواتنا متمركزة في مركز الناحية". وتقع زمار على مسافة 60 كلم شمال غرب الموصل.
لكن على الرغم من هذا الدعم الجوي الدولي، حقق التنظيم المتطرف تقدما في قطاعات اخرى من العراق في الايام الاخيرة. فقد باتوا يحاصرون من جديد جبل سنجار في الشمال حيث علقت مئات العائلات الايزيدية.
وجنوب بغداد تجري معارك بين المسلحين الاسلاميين والقوات الحكومية التي تحاول تامين ممر يستخدمه مئات آلاف الزوار الشيعة بمناسبة احياء عاشوراء. وقتل ثمانية جنود في المعارك.