رجل مشلول يمشي مجدداً بعد عملية غير مسبوقة في العمود الفقري

تعافى البلغاري دارك فيديكا من تمزّق كامل لأعصاب العمود الفقري، وهي حالة الشفاء الأولى من نوعها في العالم، كما جاء في مقال نُشِر اليوم في المجلة العلمية Cell Transplantation. وقد علّق البروفسور جيوفري رايسمان من معهد علوم الأعصاب في يونيفرسيتي كولدج في لندن: "هذا أكثر إثارة للذهول حتى من الخطوات الأولى للإنسان على سطح القمر".


لقد بات بإمكان فيديكا السير عبر الاستعانة بالـ"ووكر"، وتمكّن من استئناف حياته الطبيعية بعد أربع سنوات على تعرّضه للاعتداء بواسطة سكّين. وقد صرّح لبرنامج "بانوراما" عبر "بي بي سي" التي أعدّت تقريراً حصرياً مع المريض والأطباء: "عندما تبدأ باستعادة هذا الإحساس، تشعر بأنك ولدت من جديد، وكأنها ولادة جديدة. إنه إحساس رائع يصعب وصفه".



"اكتشاف بغاية الأهمية"
أجرى العملية فريق من الأطباء البولنديين بقيادة الدكتور باول تاباكو من جامعة وروكلو. وقد استخدم الجرّاحون خلايا عصبية من أنف المريض نمت عليها الأنسجة المقطوعة. كانت هذه التقنية التي اكشفتها يونيفرسيتي كولدج في لندن قد أعطت نتائج حاسمة في المختبر، إنما لم يتم اختبارها قبل الآن بنجاح على الإنسان. فقد سبق أن أجريت عملية مماثلة لسيدة أميركية تعرّضت لحادث سير، لكنها لم تتكلّل بالنجاح.
وقد علّق الدكتور جيوفري رايسمان: "نعتقد أن هذه العملية هي اكتشاف بغاية الأهمية، فإذا تم تطويرها، ستحدث تغييراً تاريخياً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من إصابات في العمود الفقري".
يشار إلى أن هذه البحوث أجريت بتمويل من "مؤسسة نيكولز لإصابات العمود الفقري" و"المؤسسة البريطانية حول الخلايا الجذعية". وقد قام الأطباء عملياً بزرع الخلايا الشمّية المغمّدة (OEC) في العمود الفقري بعد نقلها من الأنف. وقد ساعدت هذه الخلايا الألياف العصبية المقطوعة على التكوّن من جديد، الأمر الذي كان يُعتبَر مستحيلاً من قبل. وخلص الدكتور رايسمان إلى القول: "تؤمّن العملية جسراً يُتيح للألياف العصبية المقطوعة أن تنمو فوق الفراغ"، مضيفاً: "بات في إمكان المريض أن يُحرّك وركَيه، وهناك معافاة مهمة في عضلات الساق اليسرى. ربما لا يمكنه الرقص، لكنه مسرور جداً".


وقال جيفري رايسمان الأستاذ المحاضر في معهد علم الأعصاب التابع لجامعة "يونيفيرستي كوليدج لندن" (يو سي ال) إن هذه الخطوة "هي بالنسبة لي أهم بعد من خطوات الانسان الاولى على سطح القمر"، مضيفاً: "نعتقد أن هذه المنهجية تشكل اكتشافا كبيراً ومن شأنها أن تؤدي، في حال تطويرها، إلى تغيّر كبير جداً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من إصابات في العمود الفقري".


وأوضح رايسمان إن "العملية سمحت بمد جسر يسمح للألياف العصبية المقطوعة بأن تنمو عليه"، وان "المريض قادر الآن على تحريك وركيه ويسجل على جانبه الايسر اعادة تشكل كبيرة لعضلات الرجل. وهو غير قادر بالتأكيد على الرقص لكنه سعيد جدا".