زعيم سابق لصرب البوسنة: الشعب يحاكم امام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة

اكد الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش في ختام محاكمته بتهمة الابادة وارتكاب بعض اسوأ الفظائع في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ان الشعب الصربي "في مجمله" هو الذي يحاكم امام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة. وقال كرادجيتش في مرافعته "الشعب الصربي هو المتهم، كل الشعب الصربي"، متهما مكتب المدعي بانه لا يستهدف سوى الصرب في الجرائم التي ارتكبت خلال حرب البوسنة (1992-1995) وقال "الاتهام يسيء بعمق الى هؤلاء الناس".
وكرادجيتش متهم بانه نظم مع الجنرال راتكو ملاديتش والرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش عملية التطهير العرقي في مناطق واسعة من البوسنة في ختام تفكك يوغوسلافيا في 1991.
وكان هدفهم طرد المسلمين والكروات واخرين من غير الصرب من هذه الاراضي، بحسب قرار الاتهام.
ويتعين على كرادجيتش تقديم الحساب عن مجزرة راح ضحيتها قرابة ثمانية الاف رجل وطفل مسلم بيد قوات صرب البوسنة في سريبرينيتسا في تموز 1995، في اسوأ مجزرة ترتكب في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وهذا الطبيب النفساني الذي يرتدي بدلة رمادية داكنة وقميصا ابيض وربطة عنق حمراء، اتهم مكتب المدعي بالتلاعب بالحقيقة.
واكد قائلا "اعرف الحقيقة، مكتب المدعي يعرف الحقيقة ويحاول ان يخدع المحكمة". واضاف "لو كنت قاضيا لشعرت باساءة عميقة".
واتهمت محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة 161 شخصا بالجرائم التي ارتكبت في الحروب التي تلت انهيار يوغوسلافيا، غالبيتهم من الصرب، لكن كرواتيين ومواطنين من كوسوفو او ايضا من مسلمي البوسنة تعرضوا للملاحقة ايضا.
والمرافعة التي ستتواصل غداً هي احدى اخر الفرص امام كرادجيتش للدفع ببراءته. فالمتهم ومكتب المدعي سيتحدثان للمرة الاخيرة في السابع من تشرين الاول لان القضاة سيبدأون التشاور بعد ذلك.
ومن غير المتوقع صدور حكم قبل تشرين الاول 2015 لان حجم الملاحقات كبير.
وفي مرافعته المكتوبة التي نشرتها محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة الاثنين، اعتذر كرادجيتش من ضحايا الجرائم المتهم بارتكابها، مع مواصلته الدفع ببراءته. "ايا كان القرار النهائي حول مسؤوليته الجنائية الفردية، يدرك (رادوفان كرادجيتش) انه بصفته رئيسا لجمهورية سربسكا، يتحمل مسؤولية معنوية عن كل جريمة ارتكبها مواطنو او قوات جمهورية سربسكا".
وسيرد كرادجيتش (69 عاما) على احد عشر اتهاما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة ارتكبت اثناء حرب البوسنة التي اوقعت نحو 100 الف قتيل وسببت نزوح حوالى 2,2 مليون شخص بين 1992 و1995.
وطالب مكتب المدعي بانزال عقوبة السجن مدى الحياة بينما يدفع المتهم الذي يتولى الدفاع عن نفسه، ببراءته.