"Not In My Name" تحوّلت واجباً على مسلمي الغرب

في العاشر من أيلول اطلقت جمعية Active Change Foundation التي مركزها بريطانيا حملة على تويتر بعنوان "ليس باسمي" "Not In My Name" رداً على الجرائم التي يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتعبيراً عن رفض المسلمين في بريطانيا تشويه هذا التنظيم صورة الإسلام والمسلمين وتشديداً على الانتماء الوطني للمسلمين الى البلدان التي يعيشون فيها رغم تمسكهم بهويتهم الدينية، وحققت الحملة نجاحاً كبيراً.
وبعد مقتل الفرنسي إيرفيه غورديل في الجزائر على يد مجموعة قريبة من "داعش" تطلق على نفسها "جند الخليفة"، انتقلت هذه الحملة عبر "تويتر" الى فرنسا، وترافقت مع موجة عارمة من الغضب والادانة الواسعة النطاق وسط الجالية المسلمة في فرنسا ضد هذه الجريمة، تجلت من خلال الاعتصامات والتظاهرات المنددة بالاعمال الوحشية التي يقوم بها تنظيم "داعش"، والتشديد على المواطنية الفرنسية للمسلمين في فرنسا. كما شهدت حملة التضامن مع حملة "Not In My Name" عبر "تويتر" انتشاراً كبيراً.
لكن التحرك العفوي من جانب المسلمين في بريطانيا وفرنسا لادانة جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" تحول شيئاً فشيئاً الى نوع من واجب مفروض على كل مسلم، في ظل شكوك واتهامات تطال كل من لا يعلن رفضه العلني بأنه متواطىء مع هذا التنظيم، الامر الذي حرف الحملة عن اهدافها الاساسية. كل ذلك ادى الى خلق نقاش واسع في الصحف الفرنسية والبريطانية حول اهداف الحملة ونتائجها على المسلمين.
في رأي عدد من المثقفين المسلمين نشرته صحيفة "الموند" في عددها اليوم أن حملة "ليس باسمي" هي محاولة لاختصار الصراع الدائر وقصره على بعده الديني والتشديد على اندماج المسلمين مع مبادىء الحضارة الغربية، وبالتالي فهي تشدد على العلاقة غير المتكافئة بين العالم المتحضر وبين الاخر المسلم الذي تحوم حوله الشكوك، في وقت تتصاعد فيه مشاعر الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين بصورة خاصة.
حملة "ليس باسمي" عبر "تويتر" عكست مقدار ابتعاد الجاليات الإسلامية في فرنسا وبريطانيا من الإسلام الجهادي ومحاربتها له، لكنها من جهة اخرى كشفت ايضاً التوترات التي تعيش في ظلها هذه الجاليات في مجتمعات أوروبية تسودها تيارات معادية للمسلمين بصورة عامة.