طريق ضهر البيدر مقطوعة بأمر من الخاطفين ... "والله لا يجرّب حدا"

دانييل خياط

ارسل لي ابني فيديو، يقول لي فيه: يا ابي لم يعد لي ثقة باحد، ثقتي بك وباهلي واولاد منطقتي واهالي الاسرى والشعب اللبناني، اقطعوا الطرق، كسروا، خربوا، ولا تردوا على احد لانهم سيذبحونني. ماذا كنت لتفعل لو ان ابنك قال لك هذا الكلام؟" قال حسين يوسف، والد الجندي الاسير لدى تنظيم "الدولة الاسلامية" محمد يوسف، متوجها الى احد المواطنين العالقين على طريق ترشيش – زحلة الذي قطعه اهالي الاسرى العسكريين اليوم، مطالبا اياهم الاعتصام امام المقرات الحكومية بدل قطع الطرق على المواطنين.


واضاف حسين يوسف مخاطبا المواطنين والصحافيين الذين تحلقوا حول العائلات التي افترشت الطريق: "ابني لديه طفلا عمره شهرين، استيقظ كل يوم فاجده يضحك، هو يضحك ولكن انا ابكي. ابكي لان ابني غير قادر على رؤية ضحكته. الله لا يحط احدا منكم في هذا الموقف".


دولتنا تدفعنا
وتابع: "نحن اصحاب اخلاق، لكن غصب عنا، دولتنا تدفعنا لان نقوم بهذه التحركات لانها لا تتصرف بطريقة صحيحة، قضيتنا تحتاج الى سرعة. مضى 60 يوما على اسر اولادنا، وهم لا يزالون يفكرون كيف يفاوضوا ويبادلوا تحت الطاولة وفوق الطاولة، متى ينتهون؟ قتل علي السيد، عباس مدلج، ومحمد حميه. متى ينتهون؟ عندما تتم تصفية العدد كله؟ حينها يأتون بهم الينا شهداء ملفوفين بالعلم اللبناني. نعم نحن قدمنا اولادنا للمؤسسة مشاريع شهداء ولكن ليس ليكونوا اسرى وضحايا. قضية الاسرى تعالج بطريقة انسانية، وليس سياسية، او باوراق ضغط واوراق تفاوض تعني فلان او علان. لماذا لا تفاوض دولتنا بشكل مباشر؟ لماذا تدخل القطري؟ قطر دخلت في الحلف ضد المسلحين.
انا كدولة لبنانية اذهب وافاوض وآتي باولادي، هنا تكمن كرامتي، وهيبتي".


زوجة البزال اهم من اشرف رجل
ومضى قائلا: "زوجة علي بزال عرضت نفسها للموت، ما قامت به اهم من اشرف رجل في هذا البلد، رمت نفسها بين الجبال وبين المسلحين، وتمكنت من توقيف قتل زوجها. من يقدر على وقف قتل اولادنا نحن؟ يريدوننا ان نفعل مثلها؟ يريدوننا ان نذهب الى جبال عرسال لنفاوض المسلحين؟ يريدوننا ان نضحي مع اولادنا ونذهب لنموت معهم هناك، تكرم عينهم".
وخلص الى القول "لا انتظر من احدا ان يتصل بي لافتح الطريق. الوزير والمسؤول الذي يتصل يريد فقط تسجيل موقف اني تكلمت معهم وفتحنا الطريق، لا يهمه احدا، الذي يموت او يعيش، كل واحد يفصل على قياسه السياسي. كل همه الناس في السيارات، وليس هؤلاء الاولاد الذين بات لهم 60 يوما في الجبال مهددين بالموت في كل لحظة السكين على رقابهم".


نفتح الطريق من ناحية انسانية
وتحت وطأة المواطنين والعسكريين العالقين على الطريق، الذين كانوا يناشدون الاهالي المعتصمين فتحها، انهت عائلات الاسرى سليمان الديراني، زياد عمر، علي البزال ومحمد يوسف اعتصامها واعلنت على لسان حسين يوسف: "سنفتح الطريق من ناحية انسانية، كرامة الناس والمواطنين الذين علقوا على الطريق، وكرامة اولادنا الذين هم بحاجة الى موقف انساني، ونتمنى من الدولة كما نتصرف بطريقة انسانية ان تتصرف بطريقة انسانية. ولكن اذا قطعنا الطريق مجددا، لا يتجرأ احد على ان يقول لنا افتحوه، لان الامور لن تنتهي على خير". غادروا بعدها لينضموا الى اهالي الاسرى المعتصمين على طريق ضهر البيدر، المقطوع عند مفترق بلدة فالوغا، بالاطارات المشتعلة، والردميات، والمنصوبة خيما وسطه.


مشهد ريماس
هناك كان يغني عن كل كلام ومناشدة مشهد ريماس، ابنة العريف في قوى الامن الداخلي وائل حمص. في غياب والدها نبت لابنة العشرة سنان، يظهران عندما تضحك لصورة والد، مضى عليه في الاسر شهرين من عمر ابنته.


ومساء بث تلفزيون "الجديد" تسجيلا صوتيا للمخطوف علي البزال وهو يتصل بزوجته رنا الفليطي، ويطلب منها اقفال طريق ضهر البيدر لمدة ٤٨ ساعة والتظاهر قرب السراي الحكومية. وقال لها ان الخاطفين "اجلوا قتلي ٢٤ ساعة لانك تحركت ...انتبهي لابنتنا مرام".