قمة تغير المناخ تضغط على زعماء العالم للتوصل الى اتفاق جديد

نيويورك - علي بردى

وضع زعماء العالم أمس التغير المناخي ضمن القضايا الكبرى التي تهدد الأمن والسلم الدوليين وفي مقدمة اهتمامات الدورة السنوية التاسعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تباشر اجتماعاتها الرفيعة صباح هذا اليوم في نيويورك. ونبه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون المشاركين الى أن "لا خطة بديلة" من اتفاق ملزم يلجم انبعاثات الغازات الدفيئة، ولا سيما ثاني أوكسيد الكربون، لأن "لا كوكب بديلاً" من الأرض.


وافتتح رئيس الدورة الحالية للجمعية العمومية سام كوتيسا قمة المناخ بمشاركة 122 من رؤساء الدول والحكومات، وبينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد أيام من تحركات شعبية ضاغطة عبر العالم وتمثلت ذروتها في مسيرة نيويورك التي شارك فيها زهاء 400 ألف شخص، وكانت الأكبر في التاريخ من أجل المناخ. غير أن غياب التمثيل الرفيع لكل من الصين والهند، وهما من الدول الأكثر تلويثاً للمناخ، أثار شكوكاً في امكان نجاح هذه الجهود، وخصوصاً بعدما أعلنت روسيا وكندا واليابان رفضها التوصل الى معاهدة شبيهة ببروتوكول كيوتو إذا لم تلتزمه كل دول العالم.
وقال كوتيسا إن اجتماع حكومات الدول اليوم يهدف إلى تعبئة الإرادة السياسية من أجل وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق عالمي لتغير المناخ وتوليد العمل الطموح على أرض الواقع، الذي من شأنه أن يزيد المرونة ويخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ودفع العالم نحو اقتصاد أنظف وأكثر اخضراراً. وأمل في ضخ زخم سياسي لاجتماع رفيع ستعقده الجمعية العمومية في حزيران 2015، استعداداً للمؤتمر العشرين للأطراف الذي سينعقد في ليما، وصولاً الى مؤتمر باريس في كانون الأول 2015.
وقال بان إن لا أحد في مأمن من تغير المناخ، مضيفاً أن "التكلفة البشرية والبيئية والمالية تتحول بسرعة لا تطاق، لم نواجه قط تحدياً كهذا، ولم نواجه فرصة عظيمة كهذه". وأضاف أن خفض انبعاث الكربون سيوفر مستقبلا أفضل وأنظف وأكثر صحة وأكثر عدلاً وأكثر استقراراً، ليس للبعض بل للجميع". وشدد على أن "هناك أمر واحد يقف عقبة في الطريق، هذا الأمر هو نحن". وحض المجتمع الدولي على العمل سوية من أجل تعبئة الأموال وتحريك الأسواق والعمل من أجل إيجاد حلول لقضية المناخ.
ورأى نائب الرئيس الأميركي سابقاً آل غور أن العالم دخل مرحلة تشهد عواقب التغير المناخي، ولكنه أمل في إحداث التغيير المنشود لأن "الطريق الى التغيير واضح ويقود الى اتفاق دولي السنة المقبلة في باريس إذا توافرت الإرادة السياسية".
وتحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نيابة عن المجموعة العربية فأفاد أن المنطقة العربية الواقعة في نطاق المناطق الجافة والقاحلة هي أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ. وأضاف أن التوصل الى اتفاق يعالج الظاهرة يستدعي تضافر جهود الجميع لخفض الانبعاثات وللتكيف مع الآثار السلبية حسب حجم مسئوليات وقدرات كل جهة.