ما هي الاهداف الحقيقية للحوثيين؟

سيطر المتمردون الحوثيون على مقر الحكومة والاذاعة وعلى مقار عسكرية على الرغم من توجههم مبدئيا الى التوقيع على اتفاق لحل الازمة المتفاقمة في اليمن.


وبحسب المحللة المتخصصة في شؤون اليمن ابريل لونغلي العاملة مع مجموعة الازمات الدولية، فإن الحرب الواسعة النطاق اذا ما اندلعت في اليمن، فلن يكون فيها رابحون او خاسرون.


- قدم الرئيس اليمني منذ الشهر الماضي مجموعة من التنازلات عبر اعلانه عزمه تشكيل حكومة جديدة وخفض اسعار الوقود، الا ان المتمردين الحوثيين واصلوا ضغطهم العسكري في صنعاء ومحيطها. ما هي الاهداف الحقيقية للحوثيين؟


ان القتال لم يكن قط بسبب مسالة خفض اسعار الوقود. ان هذه المسالة اعطت الحوثيين فرصة لحشد التأييد الشعبي ضد الحكومة غير الشعبية اصلا والدفع في اتجاه مطالب اخرى. الاهداف النهائية للحوثيين ليست واضحة وقد تتغير بحسب تغير المعطيات على الارض. ولكن المواجهة تتعلق منذ البداية، على الاقل جزئيا، بمسألة تقاسم السلطة على المستوى الوطني وعلى ترجمة بعض مقررات الحوار الوطني مثل الشكل الفدرالي للدولة ومسالة نزع السلاح. وعلى سبيل المثيل، فإن الحوثيين يريدون ان يكونوا صناع قرار اقوياء وان يحصلوا على حصة في السلطة تكون مساوية ان لم يكن اكبر من غرمائهم السياسيين لا سيما التجمع اليمني للاصلاح (حزب اسلامي). وسقف ما يطمحون لتحقيقه يزيد على ضوء المكتسبات التي يحققونها على الارض.


- هل تعتقدين ان قوى اخرى انضمت الى زعيم التمرد عبدالملك الحوثي من اجل الانقلاب على حكم الرئيس عبدربه منصور هادي؟


في الوقت الراهن، من الصعب التكهن بوجود انقلاب. الحوثيون يريدون ان يعيدوا الى حد بعيد ما قاموا به في مدينة عمران (التي سيطروا عليها مطلع تموز قبل ان ينسحبوا منها جزئيا). طوقوا صنعاء ويهاجمون خصومهم السياسيين، الاصلاح واللواء علي محسن الاحمر. الا ان صنعاء ليست عمران، والتداعيات اكبر بكثير ... ومن خلال المعارك في العاصمة، يشكك الحوثيون في سلطة الدولة والرئيس هادي. ان ذلك يحمل الحوثيين مسؤولية كبيرة وقد يكونون على وشك اطلاق حرب لن يكون في وسعهم ان يفوزوا بها، لا هم ولا الدولة.


- ما يمكن ان تكون نتائج التوصل الى اتفاق بين السلطة والحوثيين، وما هي مخاطر عدم التوصل الى اتفاق؟


من الصعب الاجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي. من الممكن التوقيع على اتفاق اليوم، الا ان القتال قد يستعر في العاصمة. السياسيون من جميع الاطراف يقرون بمخاطر اندلاع حرب اهلية معممة. وليس مؤكدا انه باستطاعتهم السيطرة تماما على جميع مقاتليهم. وفي المقابل ايضا، قد يسيء الحوثيون تقدير مدى امكان تقدمهم عسكريا من دون اندلاع حرب اسعة النطاق ما قد يتخذ بعدا طائفيا من دون شك.