مفاوضات الحل السياسي في اليمن تحرز تقدماً والطيران الحربي يتدخل لتدمير مستودع ذخائر للحوثيين

أحرزت المفاوضات التي يديرها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر تقدما في جهود الحل السياسي للأزمة التي تعصف باليمن، بعد جلسة ثالثة جمعت أمس في القصر الجمهوري بصعدة المبعوث الأممي وممثلين اثنين فوض اليهما زعيم جماعة "انصار الله" عبد الملك الحوثي توقيع اتفاق الحل السياسي، فيما استمر التوتر في أطراف العاصمة صنعاء التي شهدت مواجهات محدودة.


للمرة الاولى، تدخل الطيران الحربي اليمني أمس لتدمير مستودع اسلحة وذخائر تابع للحوثيين في منطقة صرف التي اهتزت على وقع انفجارات قوية نتجت من اشتعال الذخائر، فيما قصفت قوات عسكرية تابعة للواء علي محسن الأحمر مناطق قريبة من مخيمات الحوثيين في منطقة الجراف فسقط قتيل وعدد من الجرحى.
وشهدت مناطق شملان والقابل وتبة الشيخ الاحمر وشارع الثلاثين مواجهات بين الجانبين، فيما وجه سكان هذه المناطق نداء استغاثة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر اليمني لمهلة انسانية تتيح لهم مغادرة منازلهم وتزود المواد الغذائية.
وقطعت السلطات اليمنية خدمات الهاتف اللاسلكي والانترنت عن العاصمة ساعات، ثم أعادتها بعد تهديد قوات الجيش التي أعلنت الانضمام إلى المعتصمين بقطع الاتصالات العسكرية من مركز السنترالات في جبل النبي شعيب المطل على العاصمة.


اللجنة الأمنية
ونفت اللجنة الأمنية العليا تقارير عن سيطرة الحوثيين على بعض الأحياء السكنية في الاطراف الشمالية للعاصمة. واتهمت الحوثيين بـ" الانتشار في بعض الأحياء السكنية هناك والاعتداء على نقاط الجيش في حي شملان وشارع الستين".
وأكدت استمرار الحوثيين في "الممارسات الاستفزازية والأفعال المخلة بالأمن الهادفة إلى إرباك المشهد السياسي وعرقلة الوساطة الجارية في رعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر"، لكنها اكدت ان هذه الاستفزازات "لن تجر الدولة إلى مربع العنف". فهي تتمسك بضبط النفس "حرصا على جهود الحل السياسي". وتعهدت "عدم التهاون في أداء مهماتها الدستورية لحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على الأمن والهدوء والسكينة العامة".


سفراء الدول العشر
في غضون ذلك، أبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية "مستجدات" التصعيد الميداني لجماعة الحوثي بتفجير الوضع في أمانة العاصمة وضواحيها والتي كان آخرها محاولة اقتحام مبنى التلفزيون واستهداف عدد من المنشآت والنقاط الأمنية"، مشيراً الى "وجود محاولات تصعيدية وانقلابية تقوم بها تلك القوى".
وأكد لدى لقائه السفراء أن " تلك القوى تريد تفجير الأوضاع وقد حاولنا مراراً وتكراراً تفاديه لإدراكنا مخاطره وتداعياته على البلاد". وطلب من هؤلاء نقل واقع مستجدات الوضع اليمني إلى رؤساء دولهم.


تداعيات ميدانية
واضطرت المواجهات في صنعاء إدارة مطار صنعاء الدولي، الى تحويل الرحلات الدولية إلى مطار عدن، بعد اعلان شركات الطيران العربية والأجنبية تعليق رحلاتها مدة 24 ساعة، فيما أفادت مصادر ملاحية أن شركة الطيران اليمنية نقلت أكثر طائراتها إلى مطار عدن مع استمرار رحلات شركتي الطيران اليمنية والسعيدة في مطار صنعاء من دون توقف.
وتزامن ذلك مع احتشاد عشرات الآلاف من الحوثيين وقوى سياسية وثورية اخرى، أمس، في شارع المطار حيث أدوا صلاة الجمعة، وسط هتافات تطالب بإلغاء قرارات الجرعة الاقتصادية واسقاط الحكومة وترفض التدخل الخارجي في شؤون اليمن.


وزير الدفاع
وزار وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر احمد مبنى التلفزيون اليمني ومعسكر الإذاعة المجاور واطلع على أحوال الحماية العسكرية والأضرار التي خلفها القصف الذي تعرض له مبنى التلفزيون ليل الخميس وفجر الجمعة.
وأشاد اللواء أحمد بتصدي رجال الامن "لاعتداءات الميليشيات المسلحة لجماعة الحوثي"، مؤكداً أن "المؤسسة العسكرية والأمنية لن تقف مكتوفة بعد اليوم إزاء كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المواطن ويسعى الى الإضرار بمنشآت ومصالح الوطن والشعب وستتصدى بحزم لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار أو من تطاوله نفسه بالاستعلاء على الشعب وعلى الوطن عبر قوة السلاح والذي لن يكون مصيره إلا الفشل الذريع والمخزي".