جاد هيمو: كأس الموت سبقت كأس البطولة

اسكندر خشاشو

لم ينتظر بطل لبنان في سباق "الدريفت" لموسم 2013 – 2014 جاد هيمو تسلمه كأس البطولة لهذا العام التي كان قد حسمها باكراً قبل انتهاء جولتها الاخيرة.


فقرابة منتصف ليل الاربعاء – الخميس، فجع الوسط الرياضي بخبر وفاة هيمو (24 عاماً) في حادث غامض على طريق بعبدات السريع الذي يربط ساحل المتن الشمالي بوسطه.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام "أن رفيقه جوني نادر الذي كان يصطحبه في سيارته، أشار إلى أن هيمو انتزع مسدساً يملكه هو، وترجّل من السيارة ليطلق النار على نفسه، وذلك في إفادة رسمية أقرَّ بها للأجهزة الأمنية.


وقع الصدمة


وكان وقع الصدمة كبيراً على جيرانه وابناء حيه في الدكوانة الذين صعقهم خبر وفاته، وهو الولد الوحيد لوالديه والذي رزقهم اياه الله بعد 20 عامًا من الزواج، فكان الابن المدلل.
لم تستطع احدى جارات العائلة وصف مشهد والدته الثكلى ليلى وما حلّ بها، فيما قال شاب اخر من الحي أن والد هيمو فقد كل ما يملك بخسارة نجله المأساوية.
وفيما ازدانت الدكوانة بالشرطان البيضاء وصور الفقيد الشاب، يعمل رفاق جاد على تنظيم استقبال الابطال له الجمعة في منزل العائلة.
في هذا الاطار، يروي مصوره الرسمي وصديقه المقرب احمد قاسم لـ"النهار" كيف اكتشف موهبته قبل اكثر من عامين، خلال دورة للهواة كانت تقام في زحلة، مشيراً الى انه عرّفه على بطل لبنان عبده فغالي الذي اقر بموهبته ووجّهه.
ويضيف: "لم يمض اكثر من عام حتى حقق بطولة لبنان، في "الدريفت" وتأهل الى بطولة العرب حيث حقق المركز الرابع، كما انه فاز في كانون الاول عام 2013 ببطولة "RED BULL CAR PARK DRIFT" في دبي.
ويلفت قاسم الى ان هيمو "كان معروفاً بكرمه ومرحاً ومتواضعاً لم تغره البطولات والشهرة التي حققها سريعاً"، مضيفاً انه "حتى اذا احس انه منزعج من عمل يفضل البقاء في المنزل ولوحده حتى لا يزعج الغير".
وفي المقابل، يذكر انه في الفترة الاخيرة، "كانت تبدو عليه علامات عدم الارتياح".


وأكد مصدر امني لـ"النهار" ان التحقيقات مستمرة حتى الساعة، ولم تصدر بعد نتيجة الفحوصات الجنائية، مشيرا الى ان "جميع الفرضيات مفتوحة امام التحقيق".


وأضاف ان جثة هيمو نُقلت إلى مستشفى "ضهر الباشق"، وقد أكد الكشف الأولي أنه توفي نتيجة اختراق رصاصة رأسه من مسافة قريبة جداً.


وبغض النظر عن اسباب الحادثة، يخسر لبنان زينة شبابه يومياً لاسباب اقل ما يمكن ان يقال عنها انها تافهة، وتبقى بعض الحوادث المؤسفة غامضة حيث يمضي الشخص وحاملاً سره معه وتاركاً الاماً في نفوس اهله ومحبيه.