زيارة سلمان لباريس ذلّلت العقبات أمام توقيع عقد تسليح الجيش

باريس - سمير تويني

سيحدد بيان اعلان النيات بين فرنسا والمملكة العربية السعودية المقرر صدوره اليوم عقب انتهاء الزيارة الرسمية لولي العهد السعودي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز، الاتفاقات التي وافق عليها الطرفان. ويبدو ان الزيارة اسفرت عن تذليل الكثير من العقبات التي كان يواجهها توقيع عقد لتزويد الجيش اللبناني أسلحة فرنسية بهبة سعودية قيمتها ثلاثة مليارات دولار. لكن مصدرا رئاسيا فرنسيا أفاد أنه لن يعلن اثر الزيارة توقيع أي عقد بين الدولتين، بما في ذلك العقد لتسليح الجيش اللبناني.


والتقى الامير سلمان أمس رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وبحث معه في الاستثمارات السعودية في فرنسا وتطوير الشركة بين البلدين والملفات الثنائية. وأبلغ فالس ولي العهد السعودي انه سيتابع شخصيا الملفات التي تهم البلدين. وتقدر الاستثمارات السعودية في فرنسا بنحو ١٥ مليار دولار.
كذلك افتتح ولي العهد السعودي معرض "استثمر" في السعودية الذي أبرز تنوع الاستثمار في المملكة وتنوعه ونشاطه وذلك ضمن خطة تطويرية استثمارية متكاملة. وأكد أهمية العلاقات السعودية - الفرنسية التي تشهد حاليا نقلة نوعية بفضل دعم القيادة السياسية في البلدين . ودعا الى دعمها وتعزيزها في كل المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وكان الملف اللبناني حاضرا في المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الامير سلمان والتي تركزت على أمن المنطقة ومخاطر الارهاب "بعدما تخطت الازمة السورية الحدود الى العراق وهناك حركات ارهابية تدعي انها دولة". وأشار هولاند الى ان فرنسا "قررت دعم العراق على المستويين الامني والإنساني ولكن لن يكون الدعم فاعلا من غير قيام حكومة ممثلة لكل مكونات العراق تفاديا لتقسيم البلد".
وأشار الرئيس في كلمة ترحيب بالأمير سلمان الى التوافق الذي حصل بين فرنسا والسعودية على مساعدة القوى العسكرية اللبنانية من طريق الهبة السعودية قائلاً: "لقد اتفقنا معا، السعودية وفرنسا، على مساعدة لبنان، شرط ان يساعد نفسه لحماية أمنه".
ويذكر ان الموقف الفرنسي يطالب بملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ اكثر من ثلاثة اشهر واجراء الانتخابات النيابية في موعدها والتوافق داخل الحكومة اللبنانية للمحافظة على المؤسسات.
ومن المتوقع ان يصدر اليوم اعلان نيات بين البلدين عما آلت اليه زيارة ولي العهد السعودي لفرنسا بعد غداء عمل يحضره وزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان - ايف لودريان ويحدد فيه الطرفان ثمار هذه الزيارة. ومن غير المتوقع حتى الان الإعلان عن عقود بين الطرفين.
وعلى رغم تذليل كل العقبات والتفاهم بين الطرفين الفرنسي والسعودي على العقد العسكري الخاص بلبنان والذي تموله السعودية لدعم الجيش اللبناني، فلن تتم خلال الزيارة المصادقة عليه لغياب وزير المال السعودي ابرهيم عساف عن الوفد المرافق للأمير سلمان لأسباب صحية. لكن العقد بات شبه جاهز ولا يحتاج إلا الى توقيع الوزير لصرف قيمة الهبة السعودية للجيش اللبناني، وتوقعت رئاسية ان يحصل ذلك في وقت قريب جداً.