"سعادة النائب... لن نرضى بالتمديد ولن نستكين"!

ساريتا سعد

تجمّع مئات الشبان والشابات تلبيةً لدعوة "الحراك المدني للمحاسبة"، ند السادسة من مساء اليوم، أمام وزارة الداخلية والبلديات في منطقة الصنائع، وانطلقوا من هناك برحلة رفض التمديد لمجلس النواب، باتجاه ساحة رياض الصلح، يحملون يافطات ويصرخون بشعارات تطالب بالحرية في اختيار المسؤول.


ورأى رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي عربي العنداري ان "التمديد للعجز أمرٌ غير مقبول"، مشيراً إلى أنّ "الشعب اللبناني يملك حق المحاسبة"، كما اعتبر الناشط في الحركة المدنية للمحاسبة سامر عبدالله ان "التمديد للمجلس إحتلال ونكسةٌ إضافية للبلاد"، مطالباً "الشعب اللبناني بالتحرك للحفاظ على ما تبقى من الدولة".


من جهته، ذكّر الأب لويس الخوند في حديثٍ لـ "النهار" ان "النواب خدّام الشعب وان الأخير ربّ البيت"، مضيفاً: "انتهت مهلة خدمتهم وعلى رب البيت الآن أن يأخذ قراره، لا ان يمدّدوا لأنفسهم من دون حسيبٍ أو رقيب".


أمّا الناشط في "الحراك المدني للمحاسبة" عدنان ملكي فقد رأى انّ "الخطأ لا يُصحّح بالخطأ، لا في رئاسة الجمهورية ولا في المجلس النيابي"، داعياً "كلّ إنسانٍ غير راضٍ عن الوضع في البلاد إلى التعبير عن رأيه وعدم السكوت".


وأشار أحد المتظاهرين إلى ان النواب "مدّدوا لأنفسهم بحجة النظر في القانون إلّا أنّهم لم يفعلوا أي شيء وخلصت مدّتهن!"، متابعاً: "جئنا لنطالب بحقنا، نريد قانوناً عادلاً، لن نرضى بالتمديد ولن نستكين حتّى إجراء الإنتخابات". وقال آخر: "عم يمدّدوا للفراغ، لم يفعلوا أي شيء من الذي وعدونا به".


وعمّا إذا كان التحرك سيأتي بنتيجةٍ، اعتبرت إحدى المشاركات أنه "على الإنسان ان يقوم بواجبه وأن يقول الحق ولو على قطع رأسه"، مضيفةً: "إنّهم يستخفون بعقولنا ولا يقدّمون لنا أدنى مقومات العيش".


وعرّفت بولين عيراني عن نفسها خلال مشاركتها في التظاهرة على انها "نائبة في البرلمان اللبناني"، واعتبرت نفسها رابحة في التزكية بعد التمديد الأول للمجلس النيابي السنة الماضية، "وهو الأمر الذي تعتبره غير قانوني". ورأت انّ "النواب يريدون التمديد ليحتالوا على القوانين ويمرّروا ما يناسبهم".


وأكّد منظمو التحرك انّ "تجمّع اليوم ليس إلّا البداية وانّ الحملة ستستمر"، مشيرين إلى "استعدادهم البقاء أمام درج مجلس النواب منعاً لدخول النواب إلى المجلس إذا ما تمّ التمديد".


هل يبتعد شبح التمديد؟


ومع انّ تحرّك اليوم شمل عدداً لا بأس به من المتظاهرين إلاّ انه يبقى خجولاً بالمقارنة مع المطالب الكبيرة للشعب اللبناني الذي يكتفي بالتعبير عن رأيه في الصالونات وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، من دون ان يتحرّك لتغيير الواقع. نحن من الشعوب التي "تتكلّم ولا تفعل"، ومن التي ابتدعها سياسيوها بخطاباتهم الرنّانة فجعلوها شعوباً لا تزحف إلى الشارع إلّا عند "موت" قادتها، أبطال المسلسلات الإيرانية، والسورية، والأميركية والروسية... التي ملّ الشعب اللبناني منها ومن حبكات قصصها، فيئس من الحياة السياسية واستقال من دور المحاسب وفقد حسّ المواطنية، سامحاً بعودة الطقم السياسي عينه مع أو من دون انتخابات...