عراقيون في بيروت للتعلم من تجربة اللبنانيين

في وقت تتسع فيه الشروخ والانقسامات في بلاد ما بين النهرين التي تحولت الى "الدمين"، حضر 20 شاباً وشابة من جمعية "فرح العطاء" في العراق الى لبنان بدعوة من زملاء لهم في الاخوة والمحبة. وانطلقت جمعيتهم في العام 2011. تناسى هؤلاء كل الخلافات والانقسامات في بلدهم المشرع على الة الموت والقتل والتهجير من ديارهم. وما حصل مع المسيحيين في الموصل، ليس الا واحدة من هذه الصور البشعة التي تسيء الى وجه العراق وثقافته وحضارة شعبه التي تعود الى الالوف من الاعوام.
حمل الوفد معه اوجاع عائلاتهم التي تخاف على مصيرها، وهي تخشى من الايام السود المقبلة. نزلوا في دير مار سركيس باخوس في ريفون، ووضعوا جانباً كل اخبار الجرائم واعمال الخطف على الهوية، وهم يتحدون انفسهم على تقديم صورة تليق بالعراق وشعبه والعمل على تطويرها رغم كل التحديات التي تواجههم والاطلاع عن قرب على تجربة اللبنانيين.
هم من المسلمين والمسيحيين والاكراد والصابئة يشكلون معاً لوحة مشتركة من اطياف العراق. حضروا الى بيروت لمعاينة رسالة العيش المشترك، رغم كل ما يعيشه اللبنانيون من ازمات سياسية ومن "العيار الثقيل"، لكنهم يجمعون على عدم التفريط بوطنهم وتقسيمه الى دويلات، لان هذا " الفيروس" القاتل بدأ يهدد "جسم" العراق الجريح.
ويبقى الهدف من زيارة الوفد هو التدرب اكثر على فعل "فرح العطاء" ونشر هذه الرسالة في العراق، وعدم التفرج على هذه المأساة التي تخيم فوق سماء المنطقة وارضها.