صراخ لبلبة ملأ الأجواء!

ف. ع.

حسنٌ أنّ لبلبة في دور عائشة بمسلسل "صاحب السعادة" ("أل بي سي آي"، "أم بي سي") تضبط، بعض الشيء، شطحات عادل إمام ونزواته. خارج هذا الدور، بالكاد تُقدِّم ما يبقى في المُشاهد. كان الظنّ أن عودة لبلبة الى العمل مع عادل إمام حدثٌ في ذاته. تبيّن أنّ المسلسل (كتابة يوسف معاطي واخراج رامي إمام) لم يُصوِّرها إلا غاضبة. لا يُفهَم تسلّطها في أحيان، ولا صراخها حين لا تدعو الحاجة. تظنّ الشخصية أنّ إمساك شؤون الأسرة لا يتمّ إن لم تُظهِر "عضلاتها". يضجّ الصوت في أرجاء المنزل فيستنتج المُشاهد أنّ العائلة في مأزق. ذلك أنّ لبلبة لا تجيد إلا الصراخ، وفي أقصى الأحوال الغيرة.
لم تُخرج عادل إمام من إطار كونه زير نساء. لمجرّد أنّ زوجته تطارده بغيرتها، يعني أنّه مرة أخرى في وضعية المعشوق الجاذب. فضلُ لبلبة أنها تقدّم دور الأم المؤثرة في إدارة المنزل، وليست تلك الخاضعة التي لا دور لها الا الطبخ والطاعة. عادل إمام حصر الشخصية في إطاره فقوّضها، كأنه يسيء تمثيلياً الى حريتها في الإنفلاش خارج مساحته. يروق لبلبة، ربما، أن تبقى تحت جناحه.