الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

إفطارات الدم... والعسل!

جورج موسى
جورج موسى
A+ A-

ترى، هل يمكن أن تهرب الأيام؟ هل يمكن لشهر من أشهر السنة أن يتخذ قراراً بعدم المجيء في موسم ما؟ هل يجد ملاذه بالهرب من منطقة تتخبّط بمخاض عسير، بعد تسعة وتسعين شهراً من الحبل بأوجاع الأرض. منذ سنوات، والشهر الفضيل يطل علينا مثقلاً بالهموم. سئم منا رمضان. لم يعد قادراً على تحمّل مزيد من الألم. يريد طفلاً يفرح بالفانوس والمسحراتي وشاباً يغمر قلبه دفء الطقوس ولمّة العائلة، وكهلاً يلتمس أكثر حضور الله في حياته.


أما عندنا، حين يأتي - ومنذ سنوات - لا يرى الاّ شبح الموت الذي يخيّم فوق رؤوسنا. لا يجد سوى أطفالاً يشيخون قبل أوانهم، وشباباً - إذا وجدوا - ذات قلوب مثلجة، وكهولاً يسفكون الدماء باسم... الله! هل يهرب إذاً رمضان؟
كلا. ربما ولكل الأسباب الآنفة الذكر، قد يتمسك بالقدوم إلينا أكثر من أي وقت مضى. يعرف أن الكثيرين يعتبرونه خشبة خلاص تبعث هذا الدفئ المشتهى في بلاد الخوف. رمضان آتٍ إذاً. آتٍ ليعزي الكثيرين من المعذبين في الأرض...
وفي هذا الملف الرمضاني الذي نطلقه للسنة الثانية في "النهار"، نتوقف بشكل واسع عند أمور حياتية واستفسارات شرعية رمضانية (مع علماء دين لبنانيين وعرب)، فضلاً عن نصائح وخطوات صحية (مع أطباء واختصاصيين)، قد تهم الصائمين من المحيط والخليج إلى العالم... لكنها أيضاً قد تحاكي تطلعات كثيرين، وخصوصاً في فصل الصيف.
في الملف أيضاً، وقفة يومية عند معظم الإنتاجات الدرامية العربية، التي قررت الشاشات أن تبيعنا عبرها الأوهام والأحلام هذه السنة. كذلك، ثمة توصيف لأبرز المسلسلات وعرض يومي لحلقاتها. أضف إلى ما سبق أيضاً، استعادة للحظات رمضانيّة غابرة من قلب الشارع اللبناني والعربي، وصولاً إلى سفرة رمضان التقليدية والصحية، وعرض لأبرز نشاطات الشهر الكريم ومواعيد الإمساك والإفطار في عدد من بلدان العالم.
رمضان آتٍ إذاً. يطل علينا بعد أسبوعين من المونديال. وإذا كانت صورة ملتبسة عمّا تبقى للفقراء من لعبتهم (كرة القدم)... فالشهر الفضيل بقدومه - يسجل أكثر من هدف في وقت واحد، للمهمّشين والبؤساء وحتى الأغنياء وكل الفئات. ويبقى لكل منا - طيلة ثلاثين ليلة وليلة - أن يعيش كيفما يشاء... رمضانه!


[email protected]
Twitter: @moussa_georges


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم