شعر - ذكريات عقيمة من بريدٍ لم يصل

جوان سوز

ذات صباح
مصادفةً وأسفل ذاك الدرج
في القبو البارد جداً
بعيداً عن الأضواء
بعيداً عن أشعة الشمس
بعيداً عن القصيدة الأولى
وخارج حدود الممكن
بين رسائل البريد
في العناوين المملة
وكذلك بين الحروف
كان هناك خطأ مطبعي
وكان هناك شيء آخر
شيء ما شبيه بالقلب
ترسمه الأصابع
ثم يذوب خلف شريط الذاكرة
على وجه تلك الساحرة.


* * *


وكانت الأغنيّة
مصادفةً، ترتدي الأسود
ذات صباح أيضاً
كان الموتى يريدون أن يحيوا
وكان الشهداء يرغبون بالعودة
وكذلك الغرقى
الذين اعتذروا لكل مدرّسيهم
لأنهم لم يكونوا صفراً
في السباحة فقط
كانوا كذلك
في اللغة أيضاً.


* * *


هكذا كنا
نحن الاثنين
نقاوم الموج
بين شعرها والسيجارة في سلّة المهملات
التي امتلأت من وجلِ انتظارها
حين سألت نفسي
في لحظةٍ ما:
لمَ لا أحبها!؟
وفي لحظة أخرى
أردتُ أن أكتب لها
حين نهضتْ صباحاً
حين رفضتُ أن أنام
أنا طبعاً
حين قرأتُ لها "أشياء جميلة"
كانت قصيرة للغاية
لكنها كانت طويلة أيضاً
كانت طويلة جداً.


* شاعر وصحافي سوري