شادية تويني: 100 حياة في حياة... غسان لن يتركني أبداً

اللقاء الأول بين شادية وغسان كان في دير البلمند عام 1989، عندما كان يزور غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، وكانت هي أيضاً هناك. بعدها، التقيا لدى صديق مشترك في بيروت، ومن ثم لعبت المصادفة دورها ليجتمعا مجدداً على الغداء لدى صديق في باريس. "يومها، دعاني إلى حضور مسرحيّة، لكنني لم أستطع تلبية الدعوة بسبب مرض ابني كريم الذي كان في وضع حرج. عدت سريعاً إلى إبني ونسيت الدعوة تماماً، علماً أنه لم يكن لدي رقم هاتف غسان لأتصل به وأعتذر عن تلبية الدعوة".


مرّت الأيام. ثم جاء يوم 1 كانون الأول 1990 حين اتصل بها صديق من بلدة أميون الكورانيّة هو الياس أبو شاهين، ليدعوها الى سهرة في منزله، ويخبرها بأنّ ثمة شخصاً في الجلسة يريد أن يأخذ بثأره منها. فوجئت شادية، كونها لم تؤذِ أحداً في حياتها أبداً، وطلبت منه ألاّ تطول السهرة لأنها كانت الليلة التي تلت سهرة رأس السنة. "حين وصلت، وجدت غسان تويني هناك. فذكّرني بأنه دعاني الى المسرح ووافقت، لكنني لم ألبِّ الدعوة ولم أعتذر حتى. وحين شرحت له أن ابني كان مريضاً حينها في مدينة مونبلييه ولم أستطع تركه، سامحني، شرط أن أتناول معه الفطور في بيروت بعد أيام. وهكذا كان. استقليّت الطائرة من مطار عكار، ثم قصدت مبنى "النهار" في شارع الحمراء، وتناولنا الغداء معاً في عين المريسة... أكلنا طبق الـSpaghetti، فبعد الحرب لم يكن لدينا الكثير من الخيارات.


بعد يومين، اقترح عليّ الذهاب لمشاهدة وليد عقل يعزف البيانو في جونيه، وأنا كنت في تلك الفترة أمضي وقتي بين طرابلس وجونيه، فقبلت دعوته. وبعد مدة، اتصل بي قائلاً: "اليوم عيد ميلادي وأريد أن نتناول العشاء معاً"، فأجبته: "ألا تريد أن تدعو ابنك وأصدقاءك وأقرباءك لتحتفل معهم؟" فردّ: "أريد أن أتناول العشاء برفقتك". ليلتها، ذهبنا الى منطقة الكسليك حيث تناولنا العشاء. وعندما كنا نرقص، كان بجوارنا ثنائي يرقصان معاً، فسمعناهما يتاهمسان. كان الرجل يقول للمرأة التي ترافقه: "قلت لك إنه غسان تويني". فردّت : "من غير المعقول أن يكون هو، فهل غسان تويني يجيد الرقص؟! يكتب ويتكلم نعم، لكن يرقص أيضاً؟"... تكمل شادية مبتسمة: "كان راقصاً ماهراً"...


بعد أيام سافر لإلقاء محاضرة في واشنطن، وفي تلك الإثناء كانت العلاقة بينه وبين شادية قد توطدت، لتتكلّل بالزواج في 6 تموز 1996.
نسأل عن عناصر الإنجذاب المتبادل بين الطرفين، فتجيب: "من موقعه كسياسي وديبلوماسي، كنت أتساءل دائماً ما الذي أعجبه بي؟ أما أنا، فكنت أحبّ صوته حين يتكلم. وما أعجبني به جداً، اهتماماته التي لم تكن محصورة بمجال واحد كالصحافة مثلاً أو العمل الديبلوماسي، لكن توزّع على مجالات شتى، حتى الزهرة والشمس والقمر المكتمل كانت تلفت انتباهه... كان شاعراً. مع الوقت، شعرت بتقارب معه. وهذا ما جعلني أبقى طبيعيّة من دون أن أتصنّع المعرفة بأمور أجهلها. لم أكن أتعامل معه على أساس أنه "الرجل الكبير"، بل على أساس الانسان الذي يبدو دائماً على حقيقته".


تلك الكأس... مساء


عملاق بحجم غسان تويني... ما الأمور التي يجهلها كثيرون عن حياته اليوميّة؟


"لم يكن ينام كثيراً"... تستهل إجابتها شارحة أنه كان يعتبر النوم مضيعة للوقت، وكان يقول لها: "أتمنى لو أتناول دواء يبقيني مستيقظاً طيلة الوقت، ذلك أنني أخاف - حين أغمض جفنيّ - أن يحصل شيء من دون أن أعلم به". وتكمل شادية: "أحياناً كثيرة كنت أستيقظ في السادسة والنصف صباحاً لأجده لا يزال صاحياً. كان يرافقه شعور بأن الوقت سيدهمه، وأنه لن يتمكن من إنجاز كل ما يرغب به، نظراً الى اهتماماته الكثيرة وعمله الجدي الذي يقرنه بشغف عميق وتميّز".


هذا عن النوم... ولكن، حين يستيقظ "كان يحتاج الى ساعتين قبل ان يبدأ يومه بنشاط كالمعتاد. يشرب القهوة والسيجارة التي لم يكن يتركها، و يتناول الفطور الذي كان يركز عليه أكثر من الغداء أو العشاء. الطعام عموماً لم يكن يعني له الكثير. لكنه كان يحبّ الحلويات كثيراً كالعسل مع الموز، والمغلي والـCroissant والـSablés ... كذلك، كان يحبّ تناول الملوخيّة في الصيف والأرنبيّة في الشتاء، وخصوصاً أن الطبقين يذكرانه بوالدته. علماً أنه كان يفضل الجبنة على أنواعها.


وفي المساء، بدل العشاء، كان يفضّل "النقرشة" مع كأس. كان يحب الويسكي، ثم اكتشف ماركة الـ"Bols" بأنواعها المختلفة. وأيضاً، كان ينام بين الحادية عشرة ليلاً والثانية عشرة إلاّ ربعاً تقريباً. يغفو دائماً في هذه الفترة، حتى لو كان جالساً على "سفرة الملوك". ولم يكن نوماً عميقاً كونه كان يسمع الحديث، وعندما يستيقظ يتابع الحديث مع الحاضرين، ثم يعود ليكمل سهرته كما لو أنه نائم فترة طويلة"... وأول ما كان يفعله عند دخوله المنزل، "هو خلع الحذاء والجوارب وإنتعال الـ"مشاية" ليشعر براحة كبيرة. وكثيراً ما كان ينتظره المدعوون على العشاء، حين يتأخر في العودة من "النهار" حيث كان يصل ليله بنهاره".


وتلفت شادية إلى أن "مؤسسة ناديا تويني" كانت مهمّة جداً بالنسبة إليه: "بعد مضي 10 سنوات على وفاتها، دعونا وليد عقل الى المنزل ليعزف البيانو. كان غسان قد جهّز أشرطة، سجّل عليها شعراً بصوت ناديا، فضلاً عن قصائد لها بأصوات أسماء كبيرة من المسرح الفرنسي. ثم درجت العادة على أن نقيم سنوياً في شهر حزيران، عملاً ما في ذكرى وفاتها.


وفي إحدى المرّات، اقترحت عليه أن ندخل قصائد أسماء أخرى مع ناديا من باب التنويع. وفعلاً، أدرجت قصائد لجورج شحادة، الياس أبو شبكة، فؤاد أبو زيد وغيرهم...


أحبّ السفر... وحلم بالصين


وسط كل هذه الذكريات، تتوقف عند الأمور التي كانت تستهويه، فتخبر شادية بأنه "كان يحبّ السفر كثيراً، ونادراً ما سافر بلا سبب. كان ينتظر المؤتمرات ورحلات العمل ليكتشف البلدان ويقوم بالسياحة في الوقت نفسه، كي لا يضيّع وقته. لطالما كان لديه حلم بزيارة الصين التي كانت تدهشه وتسحره، لكن حلمه لم يتحقق. أما المدينة التي أحبّها كثيراً فكانت سان بطرسبورج. كان في كل مرة يقصدها، يعيد اكتشافها كما لو كان يزورها للمرّة الأولى. وكونه كان فضوليّاً، كان يكتشف في كل موقع يقصده، شيئاً جديداً ليكتب عنه، حتى ولو كان في الصحراء". وهنا، تتذكر شادية، "حين كنا مدعويّن إلى زفاف ابن الأخضر الإبراهيمي في جنوب فرنسا، صلّى شيخ من الأزهر وكاهن يسوعي معاً في الكنيسة، كون العرس يجمع شاباً مسلماً وشابة مسيحيّة. هذا المشهد أثَّر فيه كثيراً. وحين خرجنا من الكنيسة جلسنا تحت شجرة وكتب افتتاحيّة ل لـ"النهار"، تمحورت على أهمية الزواج المختلط والانفتاح بين الأديان".
مع غسان تويني، لا يمكن أن تعرف طعم الملل... في الثانية عشرة منتصف الليل، يخطر بباله أن يغيّر مكان اللوحات في المنزل. وعندما يريد أن يكتب، يجب أن ينظّف المكتب بالكامل، ويتمّ ترتيبه. كان يقرأ كثيراً حتى وصل الى مرحلة لم يعد يرى كثيراً... لقد درّس الصحافيّين بأن الكتابة لا تأتي إلاّ من خلال القراءة".


وقبل كل هذه الأماكن، يأتي منزله في منطقة "أورانج" الفرنسيّة: "لم يرتح في أي مكان في العالم كما كان يرتاح في منزله في جنوب فرنسا. وكان يعزو ذلك إلى حديقة المنزل المليئة بأشجار متنوعة شبيهة بتلك الموجودة في بيت مري. لكن الفارق، أنه هناك لم يعرف المرض والعذاب والموت، ووضع كتاب "سرّ المهنة وأسرار أخرى"، حيث كان الهدوء يعزّز لديه الإلهام".


بين غسان وجبران


شادية التي كانت شاهدة على الأعوام الأخيرة من تلك العلاقة الملحميّة بين الأب والإبن... ماذا تخبرنا عن حياتهما معاً؟
"كانا يعيشان في منزل واحد، لكن الأب كان يحترم خصوصيّة ابنه، علماً أنه كان يفكر به دائماً ويطلب رؤيته. لم تكن العلاقة بينهما مجرّد علاقة بين أب وابنه، لكنها علاقة صحافي يشعر بأنه يكبر وإلى جانبه صحافي شاب، لديه الامكانات والطاقات والإلمام بالأمور الحديثة، وكان يبحث معه دوماً عن سبل التطوير والتحديث... وكأي أب، لم يكن يتقبّل بأن ابنه لم يعد صغيراً، بل كان يتابعه إذا أكل أم لا، ويطلب منه أن يقود سيارته بتمهّل، حتى كنت أذكره دوماً بأن ابنه لم يعد ولداً. وجبران لم يكن وضعه سهلاً، فهو ابن غسان تويني، وكان يشعر بمسؤولية كبيرة. لذا، كان يريد أن تظهر شخصيّته الخاصة به والمختلفة عن والده ووالدته. فالإبن من جيل الشباب الذي كان شغوفاً بالقراءة عن الحرب والتاريخ بخلاف غسان الذي كان يهوى كتب الفلسفة، وهذا واضح من لغة الكتابة لديهما . أمور كثيرة جمعتهما، من مآسي العائلة إلى حبّ الوطن والصحافة... لكن، طبعاً الوقت والحرب أبعداهما عن بعضهما فترات لا يستهان بها.


بعد وفاة ناديا، بقي غسان في باريس حيث ألف كتابه الشهير "une guerre pour les autres"، لكن جبران كان يرغب في البقاء في لبنان كي يكمل مسيرته النضاليّة. وقبل استشهاد جبران، الاثنين 12 كانون الاول 2005، طلب منه أن يبقى في فرنسا، كي يعود الجميع إلى لبنان يوم الثلثاء، لكن جبران أصرّ على العودة. وعندما وقعت المصيبة، أعطى الله غسان القوّة كي يقول ما قاله في يوم وداع جبران.


حينها، كنت أمسك بيده وأطلب من ربّي - بكل ما أملك من عزيمة في داخلي - أن يمدّه بالصبر والقوّة كي يتمكن من الوقوف والاستمرار. فجأة، أفلت يدي، وقال يجب أن أتكلم، وأصرّ على أن يقول ما قاله عن الدعوة إلى الصفح... كانت كلماته نابعة من إيمان عميق ومتجذّر وكِبَر ترسّخت في داخله مع كل مصيبة واجهته... حتى خلال الشهر ونصف الشهر الأخيرين في المستشفى، لم أسمع منه كلمة تأفّف واعتراض، لإن سرّه كان في الايمان. فلسفته في الحياة ساعدته كثيراً، وهو كان يتحدث دائماً عن إيمانه بصلة بينه وبين الغائبين، ولم يكن يخشى الموت. فالأحباب الذين تواروا قبله روّضوا فكرة الموت لديه، وفي المقابل كانت فكرة القيامة مستمدة من مسيحيّته المترسخّة.


حياته، بكل فصولها، كانت غنيّة ومزدحمة جداً. ورغم ذلك، كان يجد وقتاً للأحفاد، وكان يحرص على تمضية عطلة نهاية الأسبوع مع نايلة وميشيل، ومن ثم مع ناديا وغابرييلا.


هواياته؟


كان يحبّ الموسيقى الكلاسيكيّة، ويحرص على سماع الكورال عموماً والكورال الروسي خصوصاً الذي كان ينقله الى السماء... كان يستمتع بالموسيقى على أنواعها. ومن الرياضات المفضّلة لديه، السباحة التي كان يمارسها أحياناً، فيما كان يلعب طاولة الزهر من وقت الى آخر.


كيف كنتما تمضيان وقتكما معاً؟


نقرأ كثيراً ونروي ما نقرأه. لم يكن يحبّ أن يقرأ شيئاً لا يتعلّم منه، وكنا نسمع الموسيقى أيضاً. في السفر، عندما يصعد إلى الطائرة، يصبح انساناً آخر، كونه يبتعد من الضغط اليومي والروتين.


متى كنت تقولين له لا؟


عندما يرهق نفسه ولا ينتبه إلى صحته.


ما الذي كان يقلق غسان تويني؟


أكثر ما كان يمقته، هو عدم تقدير الناس للأمور، وكان يخاف إذا حصلت مشكلة في البلاد، من عدم القدرة على التصرّف الصحيح للخروج منها والتعامل معها. وهذا ينسحب على الحياة العادية، إذ كان يخشى مثلاً عدم معرفة الصحافي ما هو الخبر الأهم الذي يجب وضعه في الصفحة الأولى، وعدم إدراك الوزير والمسؤول للأمور التي يجب القيام بها. كذلك، لم يكن يستسيغ أن يغرق المرء، في حياته العادية في "شبر ماء". كذلك، كان لديه الكثير من الأمور لإنجازها ولم يتوقف عند التفاهات ولم يرغب في الوقوف عند العراقيل والمعوّقات، بل كان يبحث دائماً عن الحلول.


شاب لبناني في "هارفرد"
ماذا أخبر غسان شادية عن تجربة ذلك الشاب اللبناني في جامعة "هارفرد" يوم حصّل تعليمه الجامعي ونال شهادة الماجستير في العلوم السياسيّة؟ كان يرغب في البقاء هناك، وكان قد كتب رسالة الى والده (لم يرسلها له لأن موت جبران الأب سبقه في العام 1974)، يخبره فيها أنه لن يعود الى لبنان، وإنه سيبقى في الولايات المتحدة، علماً أنه أعجب بفتاة هناك. وكانت "هارفرد" تحاكي طموحاته، إذ رغب في البقاء فيها ليمارس شغفه في التعليم وليبقى في مجال البحوث والدراسات. وقد حافظ على مواده وأوراقه ورسالته الباقية إلى اليوم. وقد عاد إليها - عندما كان سفيراً - وحاضر في الجامعة نفسها.


أناقته يشهد لها الجميع؟
حتى أنا لفتتني تلك الأناقة. كان أنيقاً حتى في ثياب النوم. كنت نتشارك في اختيار ملابسه، وكان الأزرق يستهويه كثيراً، كذلك الألوان الترابيّة. وفي الآونة الأخيرة، بدأ يميل قليلاً نحو البني والبيج.


عن علاقته بوالديه
تروي شادية أن والدته أدال كانت تنتظره كي يأتي ليعطيها الطعام والدواء عندما مرضت، وأنه كان المفضّل بين إخوته، وخصوصاً أنه كبير العائلة الذي حمل المسؤولية باكراً. كذلك تتوقف عند حادثة حصلت مع والده يوم كان في السادسة عشرة. حينها، كتب مقالاً وأعطاه لوالده كي ينشره في الصحيفة. فمزّقه الأب ورماه في سلّة النفايات، طالباً من إبنه أن ينزل الى الجريدة ليتعلّم كيفية صفّ الحرف أولاً، ثم يصعد السلم درجة درجة، وبعدها يتعلّم كيف يكتب في الجريدة.


وسط هذا التاريخ الذهبي
من الإنجازات، بماذا كان يفخر أكثر؟
كان خجولاً بعض الشيء ومتواضعاً. لم يكن يحبّ أن يتكلم عن نفسه، لكنني أعتقد أن "النهار" هي ما كان يفخر به.


هل "قصّر" عائليّاً على حساب عمله؟
أتصوّر ذلك. أعرف من جبران الذي كان يشكو لي أنه لم يكن يراه كثيراً فهو دائماً مشغول بعمله. وعندما خضع لعملية القلب المفتوح، كتب مقالاً، توجّه فيه إلى ابنته الصغيرة، أخبرها فيه أن الأطباء حين سيصلون إلى قلبه، سيجدون فيه صورتها. (وقد غنت ماجدة الرومي قسماً منها في أغنية "القلب المفتوح").


هل كان لديه حلم يتعلّق بلبنان،
ولم يتحقق؟
حلم بالدولة، وبالمواطن الذي ينعم بكل حقوقه، وبولاء الناس للوطن قبل الحزب أو الدين.


كيف تختصرين علاقتك به بكلمة؟
انسجام وتجانس.


ماذا علّمك غسان تويني؟
وماذا لم يعلمني؟! علّمني ألاّ أتوقف مهما حصل، وأن الحياة "حرزانة"، و المرء يجب ألا يخاف من الموت، وأن عليه أن يترك بصمة، ليس بالضرورة للناس، ولكن للأولاد والأحفاد... كذلك علّمني الإفادة من كل دقيقة صحّة. أضف إلى كل ذلك، كان غسان تويني شاهداً حيّاً على المسيحيّة التي أحب أن يعيشها في الغفران والتوبة والمسامحة.


ماذا تقولين له؟


ستبقى حاضراً معي، ولن تفارقني.