لا مفاجأة في جلسة الانتخاب... وستريدا ترد بـ"الاحمر"

كما كان متوقعاً، لم تحصل "معجزة" في ساحة النجمة ولم ينتخب النواب رئيساً للجمهورية من الدورة الأولى، وأراد كل فريق ايصال رسالة ما  مع تطلع الجميع الى حركة الاتصالات الفعلية لانتخاب رئيس بدءاً من اليوم.


قبل نصف ساعة من بدء الجلسة، كان النائب فريد الخازن أول من يدخل القاعة العامة، مكث بضعة دقائق ثم استراح. في هذه الاثناء أخذ الصحافيون في التوجه الى مقاعدهم، ليحضر بعد قليل وفد من البرلمان الفرنسي يتقدمهم سفير بلادهم باتريس باولي الذي كان يلوح بيمينه الى عدد من النواب وتبادل معهم التحيات والابتسامات "من فوق الى تحت" وبالعكس.
بعدها اخذت تكر سبحة النواب في التوجه الى القاعة وعقد خلوات سريعة "على الواقف"، النائب سيرج طورسركيسيان يمازح مرشح "جبهة النضال الوطني" النائب هنري حلو، والرئيس فؤاد السنيورة يصافح من كان في طريقه من نواب من 14 آذار والوسطيين و"الكتلة البيضاء" التي ولدت في اليومين الاخيرين.
وعند دخول النائب وليد جنبلاط اشتدت اصابع المصورين اكثر على كاميراتهم وتطايرت "الفلاشات"، وهو يقبل النائبة جيلبرت زوين ويصافحه نواب من "التيار الوطني الحر" ثم يأخذ مكانه.
ولم يهدأ اعضاء الوفد النيابي الفرنسي الجالس الى جانب الصحافيين وهم يلتقطون الصور عبر هواتفهم ليسمعوا وقائع هذا "العرس الديموقراطي اللبناني".
وقبيل الثانية عشرة بدقائق، تحضر النائبة ستريدا جعجع مرتدية ثوباً احمر اللون، وكانت تمشي بخطوات واثقة وهي تبتسم لكل من تلتقيه من النواب سواء كان سيقترع لزوجها الدكتور سمير جعجع او يبادله الخصومة.
عند قرع أحد الموظفين في المجلس – الجرس، كان قد اكتمل النصاب ليصرخ بعد دقيقة: "دولة الرئيس" في اشارة الى دخوله الى القاعة، الجميع هنا وقف الى ان قرع مطرقته ايذاناً بالجلوس. وخاطب النواب بالعامية: "معاش مين شافكم مجتمعين".
وتسأله جعجع على الفور: من ترشح؟ وقبل ان تكمل حملتها، رد عليها بعبارة "افتتحت الجلسة".
واعطت الاشارة للمدير العام للجلسات واللجان رياض غنام بالتحدث. وافاد: "ايعتذرون لا احد". وكان عدد الحاضرين 124 نائباً.
في هذه الاثناء طلب بري من النواب الاكتفاء بكتابة المرشح فقط "اكتبوا اسم فلان فقط اي من دون اضافة الاستاذ او دولة الرئيس".
بعدها قام موظفان في توزيع الاوراق الانتخابية على النوااب. في هذه اللحظات تخرج اصوات من بين مقاعد الصحافيين وعدد من الشخصيات: "دولة الرئيس، دولة الرئيس: "أنا مرشحة ليتبيّن انها نادين موسى. وتقف تريسي داني شمعون لتبلغ بري انها مرشحة أيضاً. ورفعت يدها مراراً لتحصل على اذن بالتحدث ولم توفق.
ويرد عليها رئيس المجلس: "شرفي، خلص شرفي".
بعد توزيع الاوراق الانتخابية يبدأ يجول موظف وهو يحمل الصندوق في جمع الاوراق والبداية كانت مع النائب محمد الحجار وتنتهي عند "دولة الرئيس".
وتلا الامين العام للمجلس عدنان ضاهر الاسماء على التوالي. بعد الانتهاء من اقتراع النواب، غادر القاعة مجموعة من نواب 8 آذار وخاطبهم بري: "روحة مع رجعة".
ورد النائب عاطف مجدلاني: "مبيّن روحة بلا رجعة".
وعند البدء في فرز الاصوات، سيطرت لحظات صمت على وجوه النواب، وكانت جعجع في حال ترقب شديد والى جانبها النائب جورج عدوان يعد الاصوات ويسجلها والتي توزعت بين جعجع وحلو والاوراق البيض.
وثمة من اقترع لزكزكة جعجع عند التصويت لصالح داني شمعون (صوتان) وصوت واحد لكل من الراحلين طارق داني شمعون، رشيد كرامي والياس الزايك وجيهان طوني فرنجية وحصول الرئيس امين الجميل على صوت واحد.
وكانت حصيلة الفرز جعجع 48 صوتاً، حلو 16، و52 ورقة بيضاء والجميّل صوت واحد. واعتبر بري ان 7 اوراق في حكم الملغاة.
بعدها دعا بري النواب الى جلسة ثانية ظهر الاربعاء المقبل. وهنا طلب النائب سامي الجميل الكلام، سائلا "هل المطلوب 65 صوتاً". وتخرج اصوات هنا من نواب "المستقبل": المطلوب توفير النصاب. ويختم بري هذا الجدل ثانية "المطلوب 86 نائباً لتأمين النصاب".
ختاماً خرج النواب وتوجه جنبلاط الى سيارته ليشاهد السفير الفرنسي يلوح له حصلت "وشوشة سرية" بينهما. ويرد البيك على "النهار" عن تقييمه لجلسة اليوم بعبارة "ماشي الحال".