الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

/article/1274380-فالروض-قفر

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
انفجار مرفأ بيروت
انفجار مرفأ بيروت
A+ A-
"ننظر وراءنا في ندم، وحولنا في خوف، وامامنا في يأس".توفيق الحكيمزحمة عروض على الجمهورية اللبنانية وهي تبتهج سعيدة باحتفالات المئوية. الرئيس ميشال عون يعد بالدولة المدنية، أب الافلاطونية السمحاء، والرئيس الفرنسي يطلب عقداً وطنياً جديداً. والطائفة الشيعية تريد دولة بديلة تماماً، كما يوحي المفتي الجعفري، الذي لا يبدو أنه يعترف بالدولة القائمة في اي حال.وثمة بارقة بين العروض الشيقة والاستعراضات الحية. كلها تنادي بالطائفية. وعليه لا يكون شرط الرئاسة ان يكون الرجل الأقوى في طائفته، بل المتمتع برضا اكثرية المواطنين وثقتهم ومحبتهم. ولا يعمل من اجل استعادة حقوق طائفته، بل من اجل احترام حقوق المواطنين. ولا يشكو الرئيس الى المجلس الدستوري قانون الكفاءة في التعيين ، ولا يجمد قرارات مجلس القضاء الأعلى ولا حتى يخاطب القضاء في اي امر.والحال ان طموحات ومطالب واحلام اللبنانيين في هذا الزمن، دون ذلك بكثير: ربطة خبز. صفيحة بنزين. قسط مدرسي. ومرفأ لا يعرض عليهم، بالصوت والصورة، مشهداً من يوم القيامة واشراط الساعة. ومن يطبق الدولة المدنية ويقيمها؟ اهل النظام واركانه، تماماً كما تولى اهل الحرب رسم معالم السلام؟المشكلة ان جميع العروض ورقية وزمنها طويل. فالدولة المدنية في حاجة الى حوار عميق ونحن بلد، الحوار فيه مرفوض. أو مشروط سلفاً. والتجارب كثيرة. وهو لا يدوم، بل يسقط في اول امتحان، كما سقط اتفاق الدوحة أو معراب أو الطائف. من حيث المبدأ، الدولة المدنية، افضل نظم الأرض. لكنها لا تقوم إلا بالغاء المفاضلة والفروقات وعنصر الغطرسة في الطبع البشري. وعكس الروح العسكرية، لا تسمح بالتوريث والتعيين والعائليات. وعندما ينحرف المدني ايضاً الى هذا السلوك، تختل النظم وتتردى احوال الناس وتنهار ركائز الدولة.عروض شيقة، لكن كل واحد منها في داخله عرض آخر، مثل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم