... اختَرِ الوزراء ووزِّعِ الحقائب إذا أردتَ أنْ تكون رئيسًا لحكومةٍ تخلّص لبنان!

هل تعرف، يا دولة الرئيس المكلّف، أنّ الوقت ينفد (لا منكَ فحسب بل من البلاد)؟هذا السؤال الإنكاريّ ليس شماتةً ولا “تزريكًا”، ولا هو من باب وضع عصيٍّ تهويليّةٍ، لغويّةٍ وإعلاميّةٍ، في دواليب مهمّتكَ الشاقّة، شبه المستحيلة. إنّه محضُ مشاركةٍ في العدّ التنازليّ للفرصة المتاحة، واستشعارٍ بالخطر السياسيّ والوطنيّ الداهم وغير المسبوق، في حال اصطدام تكليفكَ وتأليفكَ بما لا تُحمَد عقباه.إنّي عارفٌ أنّكَ عارفٌ بما ينتصب في وجهكَ من عراقيلَ وفخاخٍ وشروطٍ ومطالبَ، قديمةٍ ومستحدثةٍ طارئة، ظاهرةٍ وخفيّةٍ، بريئةٍ وماكرة، داخليّةٍ وخارجيّة (إقليميّةٍ ودوليّة). إنّي مصمّمٌ على شدّ أزركَ، على رغم تحفّظاتي الجوهريّة عن طريقة تكليفكَ (تعيينكَ). وإنّي أنبّهكَ تنبيهًا حازمًا: إيّاكَ بعد الآن أنْ تنصت إلى أحد، أو أنْ “تصعد” للتشاور مع أحد. لقد أنصتَّ إلى الجميع، وعملتَ بما يمليه عليكَ الدستور من وجوب “التشاور” وجوجلة الأفكار والاحتمالات.كفى، يا دولة الرئيس المكلّف. لقد كلّفوكَ. نقطة. فكنْ على قدْر...