جرح وجهك هو أجمل ما فيكِ يا بيروت

كتبت كاتيا نادر
بيروت،

يا حلوةً أبدع الخالق في رسمك، فزيّنك بالجمال والاشراق وميّزك بالصّمود والاباء..

يا نبضاً يؤجّج الحياة في قلوب العشّاق

يا روحاً تعبق أملاً في زوايا الوطن الأربع

بيروت،

يا عروساً خاطت ثوبها ثقافات ربّما ضيّعت هويّتها لكنّها شكّلتها جامعةً حاضنةً دافئة

يا عروساً ترمّلت قبل أن تُزَفّ، فبقيت عذراء رغم تناهش المغتصبين عليها..

يا أيقونةً خطّ في وجهها الجميل خنجر الغدر جرحاً، كلّما حاول الالتئام قام الغدّار بعصره ليدميه

بيروت،

يا حلم الأحرار ومقصد الطّامعين،

يا حضاراتٍ وحقباتِ تاريخٍ وصفحاتٍ تروي أفراحاً وأحزاناً وأحلامَ أبطال..

بيروت،

يا جميلتي المعذّبة المبتسمة دائماً من عمق الألم،

إن رثيتك لهو اعتراف منّي بموتك

وإن نسيتك لهو تخلٍّ منّي عن هويّتي

وإن بكيتك لهو استسلام منّي بضعف قضيّتي

لا يا بيروت،

أنت أمّي وأختي وابنتي وحبيبتي،

ترابك المروي بدماء الشّهداء والضّحايا لن ينبت إلّا حياة وحرّيّة ونضال مستمرّ

وأروقتك الشّاهدة على آلاف المعارك والأوجاع لا بدّ أن تشهد للحقّ والنّصر والقيامة

بيروت يا حلوتي،

جرح وجهك ختم شرف وتضحية ووفاء، ومقاومة، وعلامة انتصار

جرح وجهك هو أجمل ما فيك يا بيروت، لأنّه صوت الضّمير الّذي يصرخ فينا يوماً فيوم ألّا ننسى وأن لا نركع وأن لا نيأس.. وأن نعيد إليك هويّتك الّتي سلبها منك تجّار الوطن..

جميلة أنت يا حبيبتي، بكلّ ما حلّ بك، وبكلّ ما ستصبحينه، يا عروسة الشّرق.. يا بيروت

باحثة لبنانيّة في الفلسفة والعلوم السّياسيّة والاجتماعيّة