الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أَيْلول

المصدر: "النهار"
أيلول...
أيلول...
A+ A-
شعر سلمان زين الدين

 

شَجَنٌ يُسافِرُ في الحَنايا
 
كُلَّما أيلولُ آبَ منَ السَّفَرْ
 
وَتَروحُ تَفْتَحُني حَقائِبُهُ
 
على مَهْلٍ كَما ريحٌ
 
تُراوِدُ غَيْمَةً عنْ نَفْسِها
 
كَيْما تُطارِحُها المَطَرْ
 
وَأَنا المُسافِرُ
 
في خَريفِ العُمْرِ دونَ حَقيبَةٍ
 
يَشْتاقُ أَيلولي إلى تِشْرينِهِ
 
وَتَفِرُّ أَيَامي كَأَوْراقِ الشَّجَرْ
 
في كُلِّ عامٍ
 
عِنْدَما يُلْقي عَصا تَرْحالِهِ
 
وَيَحُلُّ أيلولٌ
 
وَقَدْ حَفَّتْ بِهِ هُوْجُ الرّياحْ
 
تَنْتابُني حُمّى الرَّحيلِ
 
وَتَعْتَريني بَعْضُ أعْراضِ الجَناحْ
 
فَأُحاوِلُ التَّحْليقَ كي أَبْقى
 
بَعيدًا منْ جَحيمِ الأَسْرِ
 
في قَفَصِ الخَريفْ
 
وَأَروحُ أَنْأى عنْ مَهَبِّ الرّيحِ
 
كي تَبْقى أَماليدي
 
على قَيْدِ الحَفيفْ
 
أَيْلولُ يُوْقِظُني منَ الأَحْلامِ
 
في كَهْفِ الكَرى
 
فَأُفيقُ منْ حُلُمي
 
على هَوْلِ المَدى
 
بَيْنَ الثُّرَيّا وَالثَّرى
 
وَعَلى رَبيعٍ راحِلٍ
 
شاءَتْ حُقولُ الصَّيْفِ ذَلِكَ
 
أَمْ أَبى صَيْفُ الحُقولْ
 
فَالصَّيْفُ جِسْرٌ لِلْعُبورِ
 
منَ الرَّبيعِ إلى الخَريفِ
 
وَلا مَفَرَّ منَ الفُصولْ
 
وَأَنا جَناحٌ طائِرٌ تَنْتابُهُ
 
حُمّى الرَّحيلِ عنِ الدِّيارِ
 
إلى دِيارٍ غَيْرِها
 
لَكِنَّهُ يَخْشى الوُصولْ
 
وَأَظَلُّ نَجْمًا حائِرًا
 
بَيْنَ التَّأَلُّقِ وَالأُفولْ.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم