الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لماذا تنتشر الشعارات الدينية في مناطق الفقراء؟

محمد شهابي
A+ A-

تكثر الشعارات الدينية في المناطق الفقيرة. بعض تلك المناطق، هي في الأصل بعيدة كلّ البعد عن الحياة الآدمية، وذلك لما تعانيه من إهمال على الصعيد البلديّ والخدماتي، إلا أن اليافطات والصور والمخطوطات الدينية تكاد تغطيها من كل حدبٍ وصوب، أتساءل هنا أليس بالإمكان وبدلًا من طباعة تلك الصور والشعارات أن يتمّ استبدالها بتوزيع تكاليفها على تلك العوائل التي تسكن هناك، أو ربما لتحسين ظروف حياتها.

تعرف مناطق وأحياء الفقراء بتعاستها، فالإهمال يحيطها من كلّ الجهات، فيما مناطق الأغنياء مرتبة ونظيفة، لا وجود فيها لشعارات طائفية أو مذهبية، يكاد يكون الجوّ فيها "الدنيا ربيع والجو بديع".

إلا أن الوضع مغايرٌ تمامًا لمناطق الفقراء، إذًا لماذا تنتشر الشعارات الدينية في مناطق الفقراء؟

الحاجة إلى التقرب من الله

يشعر الفقير ووفق ظنّه الباطني، أنّه وبوضعه للشعارات الدينية، يكون قد قدّم قربانًا إلى الله، الأمر الذي سيسهل من حياته أو يزيد من رزقه ونعم الله عليه.

الطمع بالجنّة

هو حلم كل شخص مؤمن، أن يدخل جنة "عرضها السماوات والأرض"، فيلجأ المؤمن إلى نشر الشعارات والرموز الدينية، بعضهم يضع قلادة حول رقبته، آخرون يربطون سوارًا حول معصمهم، علّها تقربهم من الرب وتذكرهم بإلههم، فيكسبون الجنة ونعيمها.

الجهل

للأسف وفي كثير من الحالات، تكاد تكون نشر الشعارات الدينية، أمراً يتمّ استغلاله من قبل الأحزاب أو الساسة، فيستغلون الدين من أجل إبقاء زعمائهم وفرضها على أتباعهم، ويقومون بذلك عبر زرع اليافطات والشعارات يمينًا وشمالًا، بينما الفقراء يزدادون فقرًا والأغنياء يزدادون ثراءً.

للتعبير عن القوّة

يعمد كثر من المتدينيين إلى نشر شعاراتهم الدينية، فيعلقون الصور واليافطات، في أماكن انتشارهم داخل الأحياء الفقيرة، أحياء يتنافس داخلها مجموعة من القيادات، فمن يحكم هذا الحي أو ذاك، فما إن سيطر أحدهم على حيٍّ معينٍ حتى يقوم بزرع ونثر شعاراته الدينية فيها، في تعبير عن بسط سيطرته على الحيّ.

لنشر الرسالة الدينية

تهدف الأديان جميعها، إلى نشر رسالتها بهدف زيادة أعداد أتباعها، حيث تعدّ خاصية تعليق الشعارت أحد أسهل الوسائل لنشر الرسالة، كونها وسيلة إعلامية، تستخدمها لتخبر الناس بالأفكار التي تريد نشرها.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم