السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

شاشة - يجوز نقد "أم تي في" لا تكسير رأسها

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
Bookmark
"أم تي في"
"أم تي في"
A+ A-
الملاحظة على بعض الأداء لا تعني جلد "أم تي في" وشنقها. ليس هذا لبنان، تعدُّد الرأي، وحقّ النقد. هذا مُصادرة وتعدٍّ وتجاوز، بات في الآونة الأخيرة دارجاً جداً. تُمنع المحطة من تغطية استشارات بعبدا، مع عذر أقبح من ذنب. لها أن تعترض وتنتقد وربما "تتمادى"، ولقصر الشعب أن يوسّع صدره، ويحتضن الهفوات، أقلّه احتراماً لمعاني المكان ورمزية أنّه رئاسة الجمهورية.

ليست المسألة تكبير رأس، ولا أيضاً تكسير رأس. لا يليق بقصر بعبدا أن يردّ الصاع بهذا الشكل. الارتقاء واجب، وإن شعر أنّه مُستهدف. هذا ليس ضعفاً، بل هو سمو. يُخطئ القصر، ومَن يديره باستبعاد محطّة من التغطية، على طريقة بلاهة ترامب في التعاطي مع النقد. لـ”أم تي في” حقّ النقل المباشر من أي مؤسّسة رسمية وأي مكان وأي مقرّ. هذا لبنان، وجوهره وقيمه. الطارئ على هذه المشهدية، ليس هو الأصل. الخوف من أن يتحوّل ظاهرة، فيصبح أي منزعج قمعياً بالممارسة، يسهل عليه “الانتقام” بسفليات السلوك والانفعال. “بيّ الكلّ”، حاضنٌ حتى للابن الضال، إن أخطأ وشطح. وإلا لِمَ هو الأب؟ فليُجرّد نفسه من صفة الأبوّة، ويستبدلها بـ”بيّ البعض” ممن يؤيّد ويصفّق، فيدخل أولئك القصر، ويُطرد آخرون، كأنّ المكان منزل شخصيّ وملكية ذاتية.

هو للجميع، قصر بعبدا، طالما أنّه مقرّ الجمهورية. حتى الآن، لم يتحوّل لبنان دولة بوليسية، تقتصّ من المعارضين وتُحلق العقاب بهم. لا يعني هذا أنّ بعض أداء “أم تي في” السياسيّ خارج النقد. يُنتقد طبعاً. ذلك نقاش آخر. للمحطة خطّها وخططها، هفواتها وزلّاتها؛ نجاحاتها وقوّتها. نقدها يجوز، كأي نقد آخر. لكن منعها من التغطية في القصر، مرفوض، تماماً لو مُنعت أي وسيلة إعلام مُسيّسة من النقل المباشر في مكان غير محسوب عليها. مرّة أخرى، إنّه المبدأ. نساوم على مسارات من حياتنا، وبعض المواقف. لا مساومة على الحرية.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم