السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قضيّة نافالني تتفاعل والبيت الأبيض يعبّر عن "قلق شديد": أبرز المواقف الدولية

المصدر: "النهار"
المعارض الروسي أليكسي نافالني خلال تظاهرة في موسكو (أ ف ب).
المعارض الروسي أليكسي نافالني خلال تظاهرة في موسكو (أ ف ب).
A+ A-

اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم، أن وحدها روسيا "يمكنها وعليها" أن تردّ على "الأسئلة" المطروحة بشأن تعرّض المعارض الروسي أليكسي نافالني للتسميم بمادة نوفيتشوك، الأمر الذي كان يهدف إلى "إسكاته".

وكان نافالني، وهو المعارض الأبرز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي شارك منشورات منددة بفساد النخبة الروسية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أُدخل مستشفى في برلين، وأثبتت الفحوص، بحسب الحكومة الألمانية، أنه تعرّض للتسميم بواسطة مادة عصبية سامة من نوع "نوفيتشوك".

وقالت ميركل أمام الصحافة إن المعارض الروسي الذي  كان "ضحية جريمة" تهدف إلى "إسكاته". وأضافت أن "أسئلة خطيرة تُطرح الآن ولايمكن إلا للحكومة الروسية أن تجيب عليها وينبغي عليها" أن تفعل ذلك.

وعلى إثر إعلان الحكومة الألمانية، في وقت سابق، اليوم، أن الفحوص الطبية التي أُجريت لنافالني في مختبر تابع للجيش الألماني أكدت وجود "دليل قاطع" على أنه كان ضحية تسميم بـ"غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك"، أعرب البيت الأبيض عن "قلقه الشديد" لتأكيد ألمانيا صحّة تسمّم المعارض.

وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون أوليوت في تغريدة، أنّ "تسميم أليكسي نافالني مستهجن تماماً"، مضيفاً: "سنعمل مع الحلفاء والمجتمع الدولي لمحاسبة الأشخاص المسؤولين في روسيا، حيثما تقود الأدلة، ونقطع التمويل عن أنشطتهم الخبيثة". وأكّد أن "الشعب الروسي لديه الحق في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي دون خوف من أي عقاب من أي نوع، وبالتأكيد ليس بالمواد الكيميائية".

بدورها، ندّدت باريس بـ"الاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول" لغاز الأعصاب ضد نافالني. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في بيان: "أودّ التنديد بأشد العبارات بالاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول لمثل هذه المادة". وقال إن هناك "أسئلة ملحة... من مسؤولية السلطات الروسية الإجابة عليها" مضيفاً أن "فرنسا على تواصل وثيق مع السلطات الألمانية كما مع شركائنا لتنسيق الرد الواجب".

كذلك، دعت بريطانيا، روسيا، إلى "قول الحقيقة" بشأن مصير المعارض الروسي أليكسي نافالني، معتبرةً أن "من غير المقبول إطلاقاً" استخدام "سلاح كيميائي محظور".

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: "من غير المقبول إطلاقاً استخدام هذا السلاح الكيميائي المحظور مرة جديدة"، في إشارة إلى استخدام المادة التي تمّ تطويرها في حقبة الاتحاد السوفياتي لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال عام 2018 على الأراضي البريطانية. وأضاف: "على الحكومة الروسية (...) أن تقول الحقيقة بشأن ما حصل لنافالني". وتعهّد "بالعمل بشكل وثيق مع ألمانيا وحلفائنا وشركائنا الدوليين لإثبات أن استخدام أسلحة كيميائية محظورة، أينما كان في العالم، له عواقب".

وفي سياق متّصل، ندّد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ بتسميم نافالني "المثير للصدمة"، مطالباً روسيا بالتحقيق في القضية. وقال ستولتنبرغ، في بيان: "أعلنت الحكومة الألمانية أن أليكسي نافالني تعرض لهجوم بمادة سامة للأعصاب من نوع نوفيتشوك. هذا مثير للصدمة، وأدينه بأشد العبارات".

عمل "حقير وجبان" وروسيا مستعدّة للتعاون

من جهته، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم، أن روسيا مستعدة "للتعاون التام" مع ألمانيا بشأن قضية نافالني، وقال: "إننا مستعدون ومهتمون بالتعاون بشكل تام وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع مع ألمانيا"، وفق ما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي" الرسمية.

لكنه أشار إلى أن ألمانيا لم تبلغ استخلاصاتها رسميا إلى روسيا. وقال بيسكوف إن "النيابة العامة الروسية أرسلت طلباً رسمياً إلى الطرف الألماني، آملةً أن تلقّى رداً رسمي (...)، كذلك عرض أطباؤنا تبادل معلومات رسمياً لكنهم للأسف لم يتلقوا رداً رسمياً من زملائهم الألمان".

من جانبها، اتهمت وزارة الخارجية الروسية ألمانيا بممارسة "ديبلوماسية المذياع" وبـ"الاستعاضة عن تعاون طبيعي بحملة إعلامية... غير آبهة لآليات التعاون القانونية القائمة".

بدورها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر التلفزيون العام الروسي إن السفير الروسي في ألمانيا الذي تم استدعاؤه الأربعاء إلى وزارة الخارجية الألمانية، طالب بأدلة لكنه لم يحصل على "أي جواب، أي وقائع، أي معلومات".

قضيّة نافالني انتشرت دولياً كالنار في الهشيم، واستدعت تدخلات عدة ومطالبات بتوضيح ومحاسبة. فرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اعتبرت، اليوم، أن المعارض الروسي أليكسي نافالني كان ضحية "عمل حقير وجبان".

وغرّدت: "إنه عمل حقير وجبان -- مرة جديدة"، في إشارة إلى استخدام المادة في قضية سكريبال عام 2018. وشدّدت على ضرورة محاكمة مرتكبي هذا التسميم.

ما هي "قضية نافالني"؟

أليكسي نافالني، ناشط روسي مناهض للفساد، شارك منشورات منددة بفساد النخبة الروسية بشكل واسع على المنصات الإلكترونية.

فقد وعيه، في 20 آب، خلال رحلة بين سيبيريا وموسكو، حيت قامت الطائرة بهبوط اضطراري، وأُدخل وحدة العناية المركزة في مستشفى "أومسك" للطوارئ في سيبيريا. وبعد يومين، وافق أطباء روس على نقله إلى ألمانيا بعد أن ساءت حالته، وبعد جهود حثيثة من عائلته ومساعديه، فأُدخل في 22 آب مستشفى "شاريتيه" في برلين، إحدى أهم مستشفيات أوروبا.

خلص الأطباء الألمان، في 24 آب، إلى أن نافالني "سمّم بمادة من مجموعة مثبطات استيراز الأستيل كولين"، فقوبل التصريح بانقاد من قبل الكرملين، حيث ندّد بـ"تسرّعهم" في استنتاجهم بأنه تعرّض للتسمم. واليوم، عادت ألمانيا وأكّدت وجود "دليل قاطع" على استخدام غاز أعصاب سام ضدّه، من نوع "نوفيتشوك".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم