تمارا قدّمت أعزّ ما صنعته والدتها لماكرون... والدها يشرح لـ"النهار" ولادة الفكرة

خطفت تمارا ابنة مصممة المجوهرات هالة طيّاح أمس الأنظار، أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محمية أرز جاج، حيث تقدّمت منه، وقدّمت له دبّوس سترة على شكل خريطة لبنان، كانت قد صمّمتها والدتها ضمن مجموعة مجوهرات مخصّصة للاحتفاء بلبنان الفيروزي، قبل وقوع جريمة الرابع من آب، التي حصدت أرواح أكثر من 190 شخصاً.

 

 

ابنة العشر سنوات، خسرت والدتها (49 سنة) في أضخم انفجار هزّ لبنان. والدة استطاعت ان تترك بصمة في عالم المجوهرات وفي قلب كلّ مَن عرفها، فهي كانت أول من رسم خريطة لبنان ونفّذها بالذهب من خلال مجموعتها التي حملت اسم "ابقِ لبنان قرب قلبك". أرادت هالة أن يبقى لبنان قريباً من قلب اللبنانيين، واذ بها تُغتال في انفجار رهيب هزّ الوطن الذي عشقته، بعدما قصدت منطقة الجميزة من فقرا حيث تصطاف مع عائلتها، بحسب ما قاله زوجها طارق لـ"النهار"، شارحاً أنّه "في ذلك اليوم توجّهت هالة برفقة أبنائنا الثلاثة الى بيروت لقضاء بعض الحاجات، قررت كذلك زيارة صديقتها في منزلها، واذ بالانفجار يدوّي، لتفارق على اثره الحياة فوراً، مع العلم انها لم تصب بجروح، بل طقّ عنقها من قوّة الضغط".

 

وتكريماً لروح طياح ودموع ابنتها وأرواح ضحايا جريمة المرفأ، أبقى ماكرون الدبّوس معلّقاً عند ياقته، وظهر فيه أثناء مؤتمره الصحافي في قصر الصنوبر، كما نشرت الرئاسة الفرنسية الصورة عبر وكالة "فرانس برس"... وعن فكرة تقديم دبوس "خريطة لبنان" الى الرئيس الفرنسي، شرح طارق: "الخطوة كانت عفوية وليست مبرمجة، فبحكم صداقتي مع رئيس بلدية جاج، عرض عليًّ الفكرة. لم أمانع، بل على العكس، قلتُ له إنّ هذا الأمر يكمّل خط هالة وفكرتها بإبقاء لبنان قريباً من قلب الناس، حيث كانت تطمح أن تكون خريطة بلدها على أعلى الرتب في العالم، فهي مشروعها منذ العام 2006 تجدّده كل فترة"، وأضاف: "ما يعز على قلبي أنّ الرئيس ماكرون وضعها، في حين مَن هم في البلد كأنهم ليسوا موجودين".

 

خسارة هالة لا تعوض، كما قال طارق، مضيفاً "الفراغ الذي تركته لا يُسدّ، سواء بالنسبة للاولاد أو لي"... كتب عليها كما بقية شهداء تفجير بيروت أن تكون ذكرى جميلة، وكما كان لبنان في قلبها ستبقى هي في قلب اللبنانيين.