الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غابة التربية وتنفيعاتها وفسادها!

المصدر: النهار
ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
غابة التربية وتنفيعاتها وفسادها!
غابة التربية وتنفيعاتها وفسادها!
A+ A-

لو سئل وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب قبل نحو شهر، اي قبل استقالة الحكومة عما إذا كان لديه مشروع لإعادة هيكلة وزارة التربية، لكان أجاب أنه يشق طريق الإصلاح في التربية وأن الامور تسير على ما يرام، فإذا به اليوم يرفع السقف في مواجهة ما يسميه سيطرة الأحزاب والطوائف على مكاتب الوزارة، وهو في وضع لا يستطيع أن يحاسب موظفا صغيرا، فكيف يمكنه التصدي للفاسدين والرؤوس الكبيرة التي تعبث بالتربية وتحولها مكانا للتنفيعات، بل تنشر التضليل للتمكن من تمرير ما تريد من ملفات بعلم الوزير وتغاضيه حتى في الفترة التي كان يتخذ فيها قرارات صبت في معظمها لمصلحة المتنفذين في التربية.
يوجد في وزارة التربية ثلاث مديريات ومؤسستين تحت الوصاية، هما المركز التربوي للبحوث والإنماء والجامعة اللبنانية. المديريات تحت سلطة الوزير مباشرة، ولديه صلاحيات وصاية على المركز التربوي، أما الجامعة فالمفترض أنها تحت الوصاية لكن لديها استقلالية قرار في مجلسها. وبينما كان في إمكان الوزير أن يتصرف في المديريات ويعيد إحياء مشروع هيكلية وزارة التربية الذي أعد خلال ولاية الوزيرالسابق حسن منيمنة، أغرقنا في الحديث عن إنجازات التربية، في وقت كانت الملفات تمر من تحت يده، وهي ملفات اعترف فيها بعد فوات الاوان، على غرار إدارة الأموال من الجهات المانحة لتعليم التلامذة السوريين اللاجئين الذي خرجت منه فضائح مالية ولم يجر فتح الملفات باستثناء الكلام الذي اوضحه الوزير المجذوب وقال فيه انه سأل المدير العام للتربية عن الأمر ومسؤولة إدارة تعليم اللاجئين من دون أن يحصل على معلومات، في وقت يحكى عن ملفات فساد في التعليم الخاص وفي امتحانات اصحاب الطلبات الحرة التي فتحت لاستقطاب المزيد بلا مبرر ولا وظيفة.
اكتشف أخيرا وزيرنا أن الفساد يعم المركز التربوي، فقرر الغاء تكليف رئيسته التي استمرت في إدارة المركز 5 سنوات، وذلك من دون أن يحدد ما إذا كانت متورطة في ملفات معينة تحوم حولها شبهات، باستثناء ما قاله عن توجهها السياسي، فيما السؤال الذي يدعو إلى الحيرة والتشكيك يكمن في تكليف أستاذة رياضيات رئيسة قسم في الجامعة اللبنانية برئاسة المركز، وهي غير متخصصة في المجال التربوي. فإذا أراد الوزير فتح الأقفال والأبواب المغلقة، كان عليه أن يكشف عن كل المشاريع التي أدارها المركز، والتي يحمل بعضها فسادا وحسابات وتنفيعات ومصالح، حتى قبل الرئيسة المقالة في المركز، ولا يستثني مشاريع طبع الكتاب المدرسي ولا تأليف اللجان في المناهج التي لم تشتغل شيئاً يفتح الطريق نحو تعديل جدي وتغيير في مناهجنا التربوية.
قد لا يستطيع وزير التربية التدخل في شؤون الجامعة لاسباب تتعلق باستقلاليتها، لكنه لم يكن نصيراً لدورها ووظيفتها. ووزيرنا عندما يتحدث اليوم عن التربية يتحرك في الوقت الميت وهو الذي ساهم بلا دراية في تحويلها غابة للوحوش...   

[email protected]
Twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم