الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعد 5 سنوات على هجوم "شارلي إيبدو"... فرنسا وأوروبا في مواجهة خطر متعدّد الأشكال

المصدر: "أ ف ب"
رجل يحمل لافتة كتب عليها "أنا شارلي" في الميناء القديم في مرسيليا جنوب فرنسا، بعد الهجوم على مكاتب صحيفة "شارلي إيبدو" (7 ك2 2015، أ ف ب).
رجل يحمل لافتة كتب عليها "أنا شارلي" في الميناء القديم في مرسيليا جنوب فرنسا، بعد الهجوم على مكاتب صحيفة "شارلي إيبدو" (7 ك2 2015، أ ف ب).
A+ A-

تطرح محاكمة منفذي الهجوم على صحيفة "#شارلي_إيبدو" عام 2015، والتي تنطلق الأسبوع المقبل في باريس، مسألة استمرار خطر المجموعات الإسلامية ماثلاً بأشكال عدّة في فرنسا وأوروبا، ولو أن القدرات العملانية لهذه المجموعات تبدو في الوقت الراهن وكأنها تراجعت.

فبعد خمس سنوات من الهجوم على الصحيفة الأسبوعية الساخرة، والتي كانت باكورة سلسلة هجمات أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في فرنسا، لا تزال أجهزة الشرطة والاستخبارات في حال تأهب لقطع الطريق أمام أية محاولات لإحياء هذه المجموعات، نظراً إلى ما يتمتع به تنظيما "الدولة الإسلامية" و"القاعدة" من قدرات على إعادة تنظيم نفسيهما.

فلهاتين الشبكتين عدد كبير من "الفروع" المحلية الناشطة جداً.

لكنّ مسؤولين وخبراء يرون أن لا إمكانية كبيرة لتنفيذ عمليات في فرنسا مُعدة تخطيطاً وتمويلاً في الخارج، على غرار هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 الدامية في باريس.

وتتحدث أجهزة الاستخبارات الفرنسية عن "محدودية" قدرات هذه المجموعات على التحرك في أوروبا وعلى إقامة صلات مع مؤيديها.

وقال الخبير في شؤون الإرهاب في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية الدولية سيث جونز لوكالة فرانس برس إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى نجحت قبل انتهاء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق في العراق وسوريا، "في القضاء على شبكة عملياته الخارجية، بقتل عدد كبير من مسؤوليه العملانيين أو اعتقالهم".

أما "القاعدة"، فلم يعد موجوداً تقريباً كتنظيم مركزي عالمي، لكن المجموعات المحلية التي تنسب نفسها إليه ناشطة بقدر المجموعات المرتبطة بـ"الدولة الإسلامية"، من اليمن إلى الساحل الإفريقي، مروراً بسوريا وليبيا.

وأدت جائحة كوفيد-19 إلى إلهاء قوات الأمن وصرف انتباهها، لكنّها عقّدت في الوقت نفسه مهمة التنظيمات الجهادية التي بقيت ناشطة جداً محلياً ولكنها التزمت الحذر على نطاق أبعد.

ولاحظ تقرير للأمم المتحدة في منتصف تموز/يوليو الفائت أن "الخطر الإرهابي على المدى القصير زاد في مناطق النزاعات وانحسر في مناطق السلام".

- شخصيات منعزلة -

ومع ذلك، لا يدّعي أيّ كان أن الخطر زال عن أوروبا. فعلى سبيل التذكير، أحبطت السلطات الألمانية في نيسان/أبريل الفائت خططاً لاعتداءات تستهدف منشآت عسكرية أميركية وأوقفت خمسة طاجكستانيين يشتبه بأنهم تحركوا باسم تنظيم الدولة الإسلامية.

وتراقب السلطات في كل دول العالم المنتمين إلى هذه المجموعات، وكذلك الخارجين من السجن بعد تنفيذهم أحكامهم، والأفراد الذين التحقوا حديثاً بالتوجهات المتطرفة.

ويضاف إلى هؤلاء المقاتلون الذين بقوا في سوريا والمعتقلون في السجون الكردية والفارون.

وأشارت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب في باريس إلى أن "الخطر الإرهابي تجسد هذه السنة بشخصيات منعزلة، لم ترصدها أجهزة الاستخبارات بسبب آليات حركتها ومحدودية اتصالاتها شبه المعدومة مع الشبكات الجهادية المعروفة".

وبحسب إحصاء رسمي، شهدت فرنسا 17 اعتداء صغيراً منذ العام 2015، بينها ثلاثة في العام 2020 لم تتبنها المجموعات نفسها، بل جاءت من أفراد تصرفوا بشكل منعزل، يعانون مشاكل نفسية. ومن الصعب عملياً استباق مثل هذه الاعتداءات.

لكن النيابة العامة لاحظت أيضاً "تفكيك مجموعات منظمة أكثر، إضافة إلى شبكات مختصة بتزوير الوثائق وبالتمويل، وهما عنصران يعتبران دائماً التمهيد اللازم لتشكيل مجموعات عملانية".

وفي أيار/مايو الفائت، أعلنت السلطات القبرصية ترحيل 17 مهاجراً يشتبه في كونهم شاركوا في أعمال إرهابية أو انتموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية أو "القاعدة". ويلخص هذا المثل "استخدام طرق الهجرة غير الشرعية للوصول إلى أوروبا"، على ما أفادت الأمم المتحدة.

- أهداف فرنسية خارج فرنسا-

ولا يستبعد مدير مركز تحليل الإرهاب جان شارل بريزار عملاً مخططاً له من "الدولة الإسلامية"، مشيراً إلى "إحباط خطط اعتداءات أخيراً في أوروبا".

لكنه رأى أن "الحلقة المقبلة ستكون حلقة +الخارجين+". ولاحظ المركز ومقره باريس أن 60 في المئة من السجناء المحكوم عليهم في فرنسا لأعمال في البوسنة والعراق وأفغانستان عاودوا المشاركة في عمليات عنفية بعد انتهاء فترة حبسهم.

وتضم لوائح المشتبه باعتناقهم التوجهات المتطرفة في فرنسا تسعة آلاف اسم، لكن الأجهزة المختصة تضع أولويات.

وتبقى فرضية تنفيذ هجمات ضد فرنسا في الخارج. وبحسب مصدر أمني مطلع على الملف، تشكل منطقة غرب إفريقيا إحدى مناطق الخطر الرئيسية منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال خلال عملية عسكرية فرنسية في شمال مالي في حزيران/يونيو الفائت.

وقد تشكل السفارات والشركات والمواطنون الفرنسيون أهدافا لعمليات انتقامية.

وأكد سيث جونز نهاية الشهر الماضي "أرى أن تنفيذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هجوما انتقاميا ضد القوات الفرنسية أو أهداف فرنسية أخرى في إفريقيا، في غرب القارة أو شمالها، مرجح أكثر من حصول ذلك في فرنسا نفسها. من الأسهل للتنظيم العمل في إفريقيا".

وبعدها، قُتل ستة فرنسيين عاملين في الحقل الإنساني في 9 آب/أغسطس مع سائقهم ومرشدهم النيجريين في جنوب شرق نيامي، في هجوم نفذه مسلحون على دراجة نارية ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم