المديرة العامة للأونيسكو أطلقت حملة "لبيروت" دعما للثقافة والتعليم

 دشّنت المديرة العامة للأونيسكو، أودري أزولاي، خلال زيارة ميدانية لها إلى بيروت، حملة تبرعات دوليّة بعنوان "لبيروت" من أجل دعم عملية إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف ومعارض الفنون وقطاع الصناعة الإبداعي التي تكبّدت أضراراً جسيمة إثر الانفجارين المروعين اللذين هزّا أركان العاصمة اللبنانية في 4 آب/أغسطس.

وأعربت المديرة العامة للأونيسكوخلال تدشين حملة "لبيروت" عن تضامن المنظمة الراسخ والثابت مع الشعب اللبناني، قائلة: "تقف اليونسكو، التي يعد لبنان أحد أعضائها المؤسسين، إلى جانبكم لتعبئةِ المجتمع الدولي ودعم انتعاش المدينة من خلال قطاعات الثقافة والتراث والتعليم، ومن أجلها".

وأكّدت المديرة العامة التزام اليونسكو بالتقيّد بالمعايير الدولية الأشد صرامةً على الصعيدين المهني والإداري في الجهود التي تبذلها لدعم التعليم والثقافة في إطار المساعدة التي تقدمها الأمم المتحدة للبنان. وقالت في هذا السياق: "إنّني أدعو إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية ووضع اللوائح التنظيمية المناسبة لحماية المركز التاريخي من عبث المضاربة والمعاملات العقارية التي تستغل كرب السكان وضعفهم".

وبالإضافة إلى دور اليونسكو التنسيقي لجهود الأمم المتحدة للنهوض بقطاع التعليم في بيروت، والذي سيتطلب تمويلاً أولياً بقيمة 23 مليون دولار أمريكي، أعربت المنظمة عن التزامها بالتحرك على الفور لإعادة تأهيل 40 مدرسة من أصل 159 مدرسة متضررة بفضل التمويل الذي خلصت بالفعل من جَمعه. وسوف تولي المنظمة الأولويّة، إبّان الأشهر المقبلة، لتمويل التعليم والتعلّم عن بعد، وهما أولويتان عاجلتان للطلاب المتضررين البالغ عددهم 85 ألف طالب. وقالت المديرة العامة هنا: "سوف نحيي روح بيروت لتعود نابضة بالحياة من خلال إعادة تأهيل المدارس، لأنها الشغل الشاغل للعائلات، وإحدى اللبنات الأساسية لمستقبل لبنان". ولتحقيق هذه الغاية، سيعقد التحالف العالمي للتعليم، الذي أنشأته اليونسكو خلال أزمة كوفيد-19، جلسة خاصة بشأن الوضع في لبنان في الأول من شهر أيلول/سبتمبر.

وسوف تدعم اليونسكو أيضاً جهود التنسيق الدولية الرامية إلى إعادة إعمار التراث في لبنان وإنعاش الحياة الثقافية فيه، وجمع التبرعات النقدية للاستجابة للأزمة التي نالت من قطاع الثقافة. وشدّدت المديرة العامة في هذا السياق، قائلة: "علينا الحرص في الجهود التي نبذلها على صون روح المدينة وإعادة إعمارها في ظل احترام التاريخ والطابع الفريد للأحياء المتضرّرة، من خلال تحفيز الطاقة الإيجابية الكامنة فيها". ووفقاً للتقديرات الأولية، ثمّة حاجة إلى نصف مليار دولار أمريكي لدعم التراث والصناعات الإبداعية خلال العام المقبل، ومن المتوقع أن تتكبّد المتاحف والمعارض والمراكز الثقافية خسارة فادحة في الإيرادات. وسوف تجري اليونسكو تدخلات ذات أولوية لتدعيم العديد من المباني التاريخية في الأحياء الأكثر تضرراً، وتأمينها وصونها.

وفي إطار هذه الإجراءات، أكّدت المديرة العامة قائلة: "ينبع تصميمنا على تعبئة المجتمع الدولي ليس فقط من الحاجة إلى ترميم التراث المشيّد والمتاحف، ولكن أيضاً من الحاجة إلى النهوض بالقطاع الإبداعي الذي تكبّد أضراراً جسيمة، وذلك من خلال دعم الفنانين والعاملين في قطاع الثقافي، الذين ستجمعهم اليونسكو خلال ثلاث حلقات نقاش ستنظم في إطار حملة "صمود الفن" في أيلول". وسوف تنظم اليونسكو مؤتمراً للمانحين من المزمع أن يُقام قبل نهاية شهر أيلول من العام الجاري، لتمويل الإجراءات الميدانية في بيروت.\\

وطلبت المديرة العامة خلال زيارتها التي دامت يومين لقاء مجموعة من الفنانين والشخصيات من القطاع الثقافي والصناعات الإبداعية، وكذلك المنظمات غير الحكومية والشركاء المحليين، من أجل الوقوف على احتياجاتهم الحالية والمستقبلية.