الجميع في مأزق... والإنذارات حاصرت الحريري

لا يمكن فريقاً لبنانياً معنياً بتأليف الحكومة، سواء كان في 8 أو في 14 آذار، على رغم الفراق الحاصل في بعض التحالفات، القول انه في منأى عن المأزق السياسي الذي يهدد البلد حيث تتجه الامور نحو الاسوأ على اكثر من صعيد. واذا ازدادت الضغوط اكثر واستمر الافرقاء على عنادهم والتشبث بمواقفهم، فستكون الحصيلة النهائية: لبنان دولة فاشلة، وهو ليس بعيداً عن هذا التصنيف الذي أوصلته اليه الطبقة السياسية. ولم يكن تفجير مرفأ بيروت الا القشة التي كشفت سطح التراكمات من الانهيارات وعدم تحمّل المسؤوليات على المستويات السياسية والادارية. ولم يكن قادة الاجهزة الامنية، حاليين وسابقين، على قدر المهمات المطلوبة منهم في المرفأ حيث أصاب التقاعس كل من له علاقة بهذا الشريان الاقتصادي. وبعد اعلان الرئيس سعد الحريري عدم استعداده لتسلم رئاسة الحكومة، وفي انتظار مجيء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يسرّع المعنيون الاتصالات والمشاورات، ولا سيما الرئيس نبيه بري، على أمل التوصل الى تكليف شخصية للرئاسة الثالثة لحفظ ماء الوجه امام الضيف الفرنسي، إذ يأمل المتفائلون - اذا وُجدوا - ان تشكل هذه الزيارة اندفاعة للمعنيين بالتأليف. ولا يستطيع الحريري ان يقول انه خارج لعبة التأليف وعدم التداول باسمه مهما وصلت الامور...