The Spectacular Now

جوزفين حبشي

مفاجأة سارة تلقيناها عند مشاهدة The Spectacular Now المقتبس من رواية صُنفت "بست سيلر" للكاتب تيم ثارب. ففي حين كنا نتوقع الوصفة الكوميدية الرومانسية السينمائية المعتادة والمملحة بأجواء المراهقين على مقاعد الدراسة، والمبهرة بقصة حب بين الفتى الوسيم والمحبوب والفتاة الخجولة والحساسة والمختلفة على طريقة Carrie لكن من دون قدرات خارقة، جاءنا الطعم الذي تذوقناه باستمتاع، مبتكراً من نواح عديدة. طعم مختلف فيه كثير من الواقعية والشفافية والذكاء والحساسية والعمق والفلسفة، والاهم انه بعيد عن المذاق التقليدي الحافل بكليشيهات المراهقة، ويمتاز بنكهة اداءات مؤثرة وحقيقية وصادقة تألق في تقديمها الثنائي المتناغم مايلز تيلر وشايلين وودلي. مايلز تيلر هو ساتر الطالب الثانوي الظريف الذي يضحك ويمرح ولا يهتم إلا باللحظة الحاضرة ويشرب الحكول ويلوم امه على منعه من رؤية ابيه الذي انفصل عنهم وهو صغير. كما انه يرفض ان يخطط للمستقبل، مما يجعل ارتباطه باية فتاة تحلم بالغد محكوماً بالانفصال. بعد انفصال حبيبته المتوقع عنه، يلتقي زميلته في المدرسة ايمي (شايلين وودلي) الناعمة والخجولة والمتواضعة. انجذابه اليها يكون سريعاً لذلك يدعوها الى حفل التخرج ويحاول مساعدتها على مواجهة امها المتحكمة في مصيرها. لكنه لن يشعر إلا متأخراً بمقدار المساعدة التي تقدمها هي له لمواجهة امه ولقاء والده والتصدي لما يمنعه من النضج والنظر الى المستقبل والقيام بخطوة نحو الامام. The Spectacular Now رهان رابح لمخرجه جيمس بونسولد الذي نجح من خلاله في الغوص في بحر خانة مستهلكة سينمائياً (الكوميديا الرومانسية لدى المراهقين) من دون أن يغرق في الكليشيهات لأنه استعان بسيناريو مبتكر وبمحطات مفاجئة، وعالج موضوعات قوية (مثل الكحول والجنس لدى المراهقين) بشكل مباشر لكن من دون أن يقع في حفرة الوقاحة أو أن يلجأ لإثارة مشاعر الشفقة. بدورها العلاقة بين ساتر وايمي انطلقت تقليدية لتتحوّل عميقة وواقعية بشكل سلس وطبيعي بفضل اداء الثنائي الذي استحقا عنه جائزتي التمثيل ولجنة التحكيم الخاصة في مهرجان ساندانس.