الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خوفنا من هذا البلد الواقف على ساق مبتورة

محمد حمصي- حلب
خوفنا من هذا البلد الواقف على ساق مبتورة
خوفنا من هذا البلد الواقف على ساق مبتورة
A+ A-

كُتمان

أنا أبسط من كأس الشاي

وأعقد من كلمة أحبكِ...

أراوغ زمناً يناغي كطفل

حتى يمرّ من بين ملامحنا

وتكشف رائحة ضعفنا لأوّل موت.

عمري أقصر من حكم طاغية

وصوتي خافت كعلو أدعيتنا...

لا يهمكم ما قلت

ولكنّي مثلكم،

أسير إلى جانب الجدران

لئلا تؤرجحني الطرق العريضة وتبتلعني.

الستر يا الله

ورغيف خبز وشارع ضيّق

يضمّ خوفنا كصدر أمٍّ،

خوفنا على كلّ شيء

من هذا البلد الواقف على ساق مبتورة

بلا عكازة أو معجزة.

قلت كلّ شيء،

لكنّني مثلكم

شيء واحد لم أقله

وكتمته في قلبي...

***

وصول متأخر

أسير بلا اتجاه

نحو أيّ غدّ.

وأُسرُّ للحياة رغبتي:

لو كان الأسبوع شهرا

لوصلت في سنة...

أتحايل كطفل على الصفات،

وأعود صبيّا

يلفّ أحلامه كبَكَرة الصوف

علّها تصير سترةً يوما ما

في يدّ الأمّ.

أسير بلا اتجاه

نحو أيّ لهوٍ...

وأغيّر كلّ شيء لأرضي أطفالاً فيّ لا يكبرون،

مع أنّني أنظر في المرآة ألف مرّة

وأتأكد مرّة أخرى

أنّ الغد فاتني،

وأنّني أكبر أسرع من لحظة انفجار.

أقف أخيراً

مثل موعد فائت،

انتظر حافلة

أو يداً

أو معجزة،

توصلني لأي رصيف

بأي زمن كان. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم