الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بومبيو يشيد بتحوّلها إلى الديموقراطية... السودان "لا تملك تفويضاً" حول التطبيع

بومبيو يشيد بتحوّلها إلى الديموقراطية... السودان "لا تملك تفويضاً" حول التطبيع
بومبيو يشيد بتحوّلها إلى الديموقراطية... السودان "لا تملك تفويضاً" حول التطبيع
A+ A-

قال وزير الخارجية الأميركي مايك #بومبيو إن تحول السودان للديموقراطية "فرصة لا تتكرر إلا مرة في الجيل". وأضاف في تغريدة خلال زيارته للسودان أنه يتطلع إلى مناقشة "سبل تعميق العلاقات الأميركية السودانية".

وكان بومبيو وصل، اليوم، إلى السودان من إسرائيل، في أول زيارة لوزير خارجية أميركي منذ 15 عاماً في إطار جولة إقليمية تهدف إلى اقناع دول أخرى بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في سياق خطوة #الإمارات.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إنه أجرى محادثات "مباشرة وشفافة" مع بومبيو في الخرطوم اليوم، تضمّنت حذف اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، حيث كانت #الولايات_المتحدة فرضت عقوبات على السودان بسبب مزاعم عن دعمه جماعات متشددة وكذلك بسبب الحرب الأهلية في دارفور خلال حكم الرئيس السابق عمر البشير، على خلفية إيواء البلاد لإسلاميين متطرفين بينهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وتم رفع العقوبات التجارية في عام 2017 لكن السودان لا يزال مدرجاً على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب وهو ما يحول دون حصوله على قروض يحتاجها بشدة من المقرضين الدوليين.

وجاءت زيارة بومبيو السودان، كجزء من جولة إقليمية يقوم بها بعدما اتفقت إسرائيل و#الإمارات هذا الشهر على إقامة علاقات كاملة، وتأتي في وقت تدعو فيه إسرائيل والولايات المتحدة المزيد من الدول العربية لاتخاذ نفس الخطوة. إذ أعرب بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، عن أملهما في أن تحذو دول عربية أخرى حذو دولة الإمارات العربية المتحدة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال حمدوك على "تويتر" إن محادثاته مع بومبيو تناولت الحكومة الأميركية للحكومة السودانية بقيادة المدنيين. وقال: "أتطلع إلى خطوات إيجابية ملموسة تدعم ثورة ديسمبر المجيدة" في السودان.

من جهته، بومبيو على "تويتر" بعد إقلاع طائرته من تل أبيب: "يسعدني أن أعلن أننا على متن أول رحلة رسمية دون توقف من إسرائيل إلى السودان".

بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن توقف بومبيو القصير في الخرطوم كان لمناقشة الدعم الأميركي للحكومة التي يقودها المدنيون وكذلك من أجل "تعميق العلاقة بين السودان وإسرائيل".

وسئل مسؤول أميركي رافق وزير الخارجية في رحلته الجوية عما إذا كان بومبيو سيعلن عن انفراجة في السودان كتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو رفع العقوبات الأميركية فقال: "من المحتمل كتابة المزيد في صفحات التاريخ".

يذكر أنّ العلاقات مع إسرائيل موضوع شائك في السودان الذي كان من ألد أعداء إسرائيل في العالم الإسلامي تحت حكم البشير.

والتقى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيشباط في أوغندا لكنه ألقى بظلال من الشك على أي تطبيع سريع للعلاقات بين البلدين.

وأعلن السودان في 19 آب إقالة المتحدث باسم وزارة الخارجية بعدما وصف قرار الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل بأنه "خطوة شجاعة وجريئة".

الفصل بين التطبيع والعقوبات

في سياق متّصل، أعلن رئيس الحكومة السودانية الانتقالية، حمدوك، اليوم، أن حكومته "لا تملك تفويضاً" لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، وأن مهمتها "محددة" باستكمال العملية الانتقالية وصولا الى إجراء انتخابات.

ونقل الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام فيصل محمد صالح عن حمدوك قوله، رداً على "الطلب الأميركي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل": "المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولا الى قيام انتخابات حرة".

وأضاف: "لا تملك الحكومة الانتقالية تفويضاً يتعدى هذه المهام للتقرير بشأن التطبيع مع إسرائيل".

ودعا رئيس الوزراء السوداني الإدارة الأميركية "الى ضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل".

من جانبه، أعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير الذي قاد الانتفاضة الشعبية السنة الماضية، اليوم، أن الحكومة الحالية ليست مفوضة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وجاء في بيان للمجلس إثر اجتماع شارك فيه حزب الأمة: "جـدد الاجتماع الموقف من قضية التطبيع مع إسـرائيل باعتبارها ليست من قضايا  حكومة الفترة الانتقالية  المحكومة بالوثيـقة الدستـورية، وأمـن على حـق الشعب الفلسطينـي في اراضيه وحـق الحياة الحـرة الكريمة".

وبعد تولي الحكومة الانتقالية زمام الأمور في البلاد، حصلت على دعم الإدارة الأميركية التي أعادت السفير الأميركي إلى الخرطوم مطلع السنة الحالية.

وأشارت السلطات السودانية مطلع آب الجاري إلى استعدادها "لمواصلة العمل مع الإدارة الاميركية لشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والدخول في علاقة شراكة تفيد البلدين".

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بومبيو وحمدوك بحثا "التطورات الإيجابية في العلاقة بين السودان وإسرائيل". وقال البيان إن بومبيو وحمدوك أكّدا أيضاً على أن التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق أمر حاسم للاستقرار الإقليمي.

مهمة صعبة

وتمنع العقوبات أي استثمار في هذا البلد الذي يمر بأزمة اقتصادية عميقة. فقد بلغ معدل التضخم 143 بالمئة على أساس سنوي، ويستمر الجنيه السوداني في الانخفاض مقابل الدولار، في سياق اقتصادي عالمي أصيب بضربة قاسية جراء وباء فيروس #كورونا المستجد.

وبعد اجتماع في شباط مع الفريق البرهان في أوغندا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنهما اتفقا على "بدء التعاون الذي سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين". لكن الحكومة السودانية نفت بعد ذلك تناول قضية "التطبيع" خلال اللقاء.

وفي دلالة على أن عملية التقارب هذه ستكون صعبة، أقيل المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية حيدر بدوي من منصبه بعدما اعترف ضمنياً وبصورة مفاجئة في 18 آب بوجود اتصالات بين بلاده وإسرائيل. ونفى وزير الخارجية السوداني حينها ذلك.

وفي السياق التاريخي، وبعد حرب حزيران 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة على وجه الخصوص، اجتمع معظم القادة العرب في الخرطوم لتبني قرار "اللاءات الثلاث": لا صلح، لا تفاوض، ولا اعتراف بإسرائيل.

يذكر أنّ حكومة انتقالية تحكم #السودان منذ أكثر من سنة، هي ثمرة اتفاق بين العسكريين الذين أطاحوا في نيسان 2019 بالرئيس السابق عمر البشير، وقادة الاحتجاج الشعبي ضده الذي تواصل لأشهر بعد سقوطه للمطالبة لحكم مدني. وحُدّدت المرحلة الانتقالية بثلاث سنوات تنتهي بتنظيم انتخابات حرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم