لبنان سفينة كبيرة يجب تغيير مسارها الآن

بالرغم من المصيبة التي ألمّت بمدينة بيروت في الرابع من آب، ونتائجها الوخيمة على الوطن وشعبه، لن أيأس أبداً من بلد اسمه لبنان، فهو وطني ووطن أهلنا وأولادنا، ولن أقول أبداً بأنّه لا أمل منه.بعد انفجار الرابع من آب الذي ضرب بلدنا ووجودنا بالكامل، أتفهّم ما إذا كان بعض اللبنانيين سيفكّرون بخلاف ذلك ويستسلمون. لا يمكنني أن ألومهم، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين فقدوا أحباءهم و/ أو مصدر رزقهم. ومع ذلك، آمل بصدق أن تكون هذه الكارثة في الأشهر القليلة المقبلة حافزًا لتغييرات كبيرة تمهّد الطريق للبنان الذي نتطلّع إليه جميعاً.ولكن الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي صعب جداً، ولسوء الحظ سيكون أصعب، ومن المتوقّع أن يتدهور أكثر فأكثر في الأشهر المقبلة، على ضوء الدمار الشامل الذي ضرب مدينة بيروت، ولعدم توفّر أي خطوات أو إجراءات جديّة لتغيّر مسار هذا التدهور. لذلك، نحن بحاجة ماسّة للبدء بالعمل لتنفيذ حلول باتت معروفة، ولكن ما ينقصنا هو الرغبة الجدية من القيادة السياسيّة في الاتفاق على خطة عمل تتّسم بالصدقية للقيام بالإصلاحات الضرورية، وتنفيذ خطة إصلاحية شاملة من شأنها تغيير المجرى الحالي للبلد. وعلينا كلبنانيين محبين ومؤمنين ببلدنا ألا نستسلم، كما يجب علينا أن نعمل معاً للمساعدة في إيجاد الحلول وتنفيذها. نحن ندخل الآن في مرحلة خطرة وصعبة جداً.هناك إصلاحات وحلول وقوانين يمكن تنفيذها إذا تحلينا بالإرادة والتصميم لبدء مسيرة الإصلاح نحو نموذج اقتصادي أكثر استدامة وانتاجية للبنان. اليوم يجب مواجهة الأزمات والمشاكل التي يعانيها لبنان بشكل جدّي، فهناك مشاكل كثيرة، لا سيّما تلك الاقتصادية والنقدية والبيئية والصحية. ولقد أبدت بلدان عدة رغبتها في تقديم الدعم في هذه المسيرة الطويلة، ولكن بشرط أن يكون هناك التزام واضح من القيادة السياسية بتنفيذ الإصلاحات.ويجب أن يحصل تحقيق ومحاكمة لمعاقبة المسؤولين عن التفجير الهائل الذي ضرب مدينة بيروت والشعب اللبناني.خطوات للإنقاذطبعاً هناك خطط إصلاحية يمكن تنفيذها لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، ولكن إذا أردنا السير بهذه الحلول، فعلينا البدء بإصلاحات بنيوية في مجالات عدّة، أهمّها ضبط العجز في الميزانية العامة ووقف الإنفاق والإهدار. هناك أيضاً مكافحة الفساد، إضافة إلى إصلاح الخلل في إدارة كثير من القطاعات العامة والتي يجب العمل على تطويرها، أهمّها قطاع الكهرباء الذي يشكل عجزاً كبيراً في ميزانية الدولة. وعلينا أيضاً إيجاد آلية سليمة لجبي الضرائب منعاً لأي إهدار في جميع المرافق الحكومية، بما فيها المرفأ وغيره.وتشهد الليرة اليوم انهياراً كبيراً وستبقى كذلك في ظل عدم توافر أي أسس لردع هذا...