العاصفة "لورا" تضرب كوبا بعد اجتياحها هايتي: "ماركو" يتقدم نحو أميركا

وصلت العاصفة الاستوائية "#لورا"، ليل الأحد الإثنين، إلى #كوبا، حيث يتوقع أن تتحول إعصارا الثلثاء، بعدما أوقعت ما لا يقل عن 12 قتيلا في هايتي وجمهورية الدومينيكان، فيما يواصل الإعصار #ماركو تقدمه نحو جنوب الولايات المتحدة.

وتزامُن إعصارين أو تعاقبهما بفارق ضئيل كهذا في خليج المكسيك أمر نادر للغاية، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الأميركية.

وتحولت العاصفة ماركو الأحد إعصارا مصحوب برياح تهب بسرعة 120 كلم في الساعة، ويتوقع المركز الوطني لرصد الأعاصير الذي يتخذ مقرا له في ميامي أن تجتاح "قسما من الساحل الأميركي المطل على خليج" المكسيك.

ومن المتوقع أن "يقترب (الإعصار) من سواحل جنوب شرق لويزيانا الإثنين" على أن تضعف قوته حين يلامس اليابسة.

كما من المتوقع أن تتحول العاصفة "لورا" الثلثاء إعصارا قد يضرب المنطقة ذاتها من الولايات المتحدة، وذلك بعدما تسببت بفيضانات في هايتي وجمهورية الدومينيكان حيث أدت إلى مقتل 12 شخصا. وقال المركز الوطني لرصد الأعاصير إن "لورا قد تنتقل إلى وسط خليج المكسيك وشمال غربه مساء الثلثاء والاربعاء".

ووصلت العاصفة لورا التي تتقدم بسرعة 33 كلم في الساعة، إلى كوبا ليل الأحد الإثنين.

وقال خبير الأحوال الجوية خوسيه روبييرتا متحدثا للتلفزيون الرسمي "إنها عاصفة استوائية لا تظهر حتى الآن الخصائص التي يمكن أن تكون لإعصار".

واجتاحت "لورا" كوبا من الشرق مع رياح وصلت سرعتها إلى 146 كلم في الساعة وأمواج يزيد ارتفاعها عن ثلاثة أمتار في بلدة ماس عند الطرف الشرقي للجزيرة في محافظة غوانتانامو التي قُطعت عنها الكهرباء من باب الاحتياط.

وتسببت الرياح بأضرار مادية لحقت على سبيل المثال بسطوح من الصفائح المعنية وبعض المنازل كما اقتُلعت أشجار، بدون وقوع ضحايا حتى الآن، بحسب الصحافة الرسمية.

وفي غوانتانامو وسانتياغو، تم إجلاء حوالى 120 ألف شخص من باب الاحتياط إلى مساكن قريبة وملاجئ مخصصة لمثل هذه الحالات.

وتشير الأرصاد إلى أن "لورا" ستعبر قرب العاصمة هافانا بعد ظهر الإثنين على أن تتوجه بحرا فجر الثلثاء من خلال بينار ريو (أقصى الغرب) ربما في اتجاه الشمال الغربي.

- سيول من الماء -

في هايتي، قضى تسعة أشخاص عند عبور العاصفة "لورا" واعتبر اثنان في عداد المفقودين، وفق آخر حصيلة أعلنها الرئيس بعد ظهر الأحد.

وقال جوفنيل مويز "رأيت بنفسي الأضرار التي نتجت عن المطر في الكثير من المناطق" مبديا أسفه "للخسائر بالأرواح البشرية".

وقال إن "11 من مواطنينا، أشقائنا وشقيقاتنا الذين كانوا بيننا بالأمس، فارقونا اليوم"، لدى تفقده المركز الوطني للعمليات الطارئة.

وقتل أربعة أشخاص في مقاطعة جنوب شرق البلاد، بينهم فتاة في العاشرة قضت عند سقوط شجرة على منزل، فيما قضى خمسة أشخاص وفقدت امرأة وطفلها في العاصمة بور أو برانس.

وخرجت أنهار عدة من مجراها في هايتي فتسببت بفيضانات كبرى وقطعت حركة السير على طرق رئيسية في البلاد.

وتواصل السلطات عمليات إجلاء سكان المناطق الواقعة عند أسفل السدّ بيليغر الذي ارتفع منسوب المياه في بحيرته نتيجة الأمطار الغزيرة.

ولحقت أضرار جسيمة ببلدة بييتونفيل الواقعة في منطقة بور أو برانس، نتيجة سيول المياه المنهمرة من الجبال.

وكان السكان يحاولون الأحد إنقاذ ما يمكنهم من مساكنهم التي غمرتها الفيضانات، متنقلين وسط مياه موحلة تغمر أقدامهم، فيما جرفت المياه بضائع التجار.

وقال سوني جوزيف وهو يرتجف من البرد: "لم أكن أعلم أنهم يتوقعون طقسا رديئا. غالبا ما تكون الكهرباء مقطوعة عن حيّي، وبالتالي لم أتمكن من متابعة الأخبار على الإذاعة".

وتابع الرجل الذي يمضي عادة ما قبل الظهر يبيع البسكويت للعاملات في سوق تيت دلو "ملابسي مبتلة تماما، لم أتمكن من بيع شيء وكان من الممكن أن أموت".

وحدهم المارة يمكنهم سلوك الطريق المؤدي إلى هذه السوق الواقعة في عاصمة هايتي بعدما جرفت سيول المياه كمية من النفايات والأحجار إلى وسط الطريق واقتلعت حتى الزفت في بعض المواقع.

وقال أحد سكان ضفاف النهر عرف عن نفسه باسم فرانكي: "لو كانت الدولة تقوم بواجبها، لما كانت الأمور على هذه الحال، فالعديد من الأشخاص بنوا في مواقع لا ينبغي إقامة أي مبنى فيها".

وقد يكون تفشي وباء كوفيد-19 بقي محدودا نسبيا حتى الآن في هايتي مع اقتصار الحصيلة على 8082 إصابة و196 وفاة نسبت رسميا إلى الفيروس، إلا أن السلطات حريصة على تدارك تفشي الوباء كما يحصل عادة على هامش كوارث طبيعية مثل العاصفة "لورا".

وقال الرئيس الأحد: "لا تنسوا أننا في مرحلة خاصة من فيروس كورونا المستجد، احموا أنفسكم، احموا القريبين منكم".

وقتل ثلاثة أشخاص في جمهورية الدومينيكان لدى مرور العاصفة "لورا" التي تسببت هناك أيضا بفيضانات وحرمت مليون شخص من التيار الكهربائي، بحسب السلطات.