اشترِك في نشرتنا الإخبارية
أيها الطغاةُ المبجلون
أيها الخيميائيون المتحذلقون خلف الشاشات
أيها اليسارُ السمينُ، واليمينُ النعام
أيتها الحوافر المغروسة فوق رقابنا
بماذا يُعجنُ الإنسان،
بالطين
أم بالسياط؟
***
أيها الشرطيُ الضاحك في سواد أصواتنا
في لحمِ المشانق على الأبواب
في أوردةِ الأقلام المسنونة،
بمِبراةِ الوصايا
في جحيم البنادق العمياء
تحرسُ العروش المسيّجة بالنار والدماء
بماذا يُدجنُ الإنسان،
بالهُتافِ
أم بالإرهاب؟
***
أيها الغُرابُ الكهنوتي المُلّوحُ بالوعيدِ
وطاسِ البخور
يُزكي الهالة المشرقةَ في الآيات
والدموع
والخلاخل
يخمدُ النور الوحدانيَ في الكتبِ
يخفي حول خصره حزاماً ناسفاً
وداخل غيبه النائم مسدسه الكاتم.
بماذا يساقُ الانسان،
بالتسبيحِ
أم بالسلاسل؟
***
أيتها الروحُ الفتاة
الثكلى بلا زوج ولا أيتام
ربةُ البلادِ الهجينةِ النسغِ
وعاقرُ الأبِ المُقدسِ في الألواحِ،
في الأناشيدِ الجوفاء،
في صورة الدارِ، في الرسالاتِ المُحرّفةِ،
في البلاغات العسكريةِ، في أقبية التعذيبِ،
في دودِ الأمعاء،
بماذا يخصى الإنسان،
بالخبز
أم بعصي الكهرباء؟
***
أيها الحمام المهاجرُ بين الشواهد مقطوعة الظلال
يُبّكي الأرض المحروثة بأسنانِ الدبابات
يَنعى السماء المظلمة بنجوم الظهر
يسكنُ أفئدة الطائرات.
أيها الأفعوانُ الأملُ والهروبُ السراب،
أيها الدم السائلُ من جبين الأموات،
بماذا يؤمن الانسان،
باللّه
أم بالسلطان؟
